كالت الكثير من الجماهير الوحداتية المديح بحق قائد الفريق فراس شلباية، عندما انقذ مرمى الفريق من هدف جزراوي محقق في المباراة التي جرت الموسم الماضي وانتهت نتيجتها للوحدات 2-1، ووقف الوحدات في صدارة الترتيب على بعد خطوة من اللقب، في رحلته لاسترداد لقب الدوري التي توقفت عند صمود الرمثا واعاقه بالتعادل بنتيجة 1-1، في مباراة الجولة الأخيرة من "السيناريو" الأصعب على الجماهير الوحداتية للموسم الماضي.
ذات الجماهير كالت الانتقادات، وهاجمت شلباية بشراسة أواخر الموسم الماضي، ووصل الهجوم إلى حد الإساءة لقائد الفريق الوحداتي، والتي طالما تغنت بأدائه، وتمريراته وأهدافه الحاسمة، وهو الذي أهداها الفرح في مناسبات عديدة، أقربها تسجيله هدف الفوز الثمين في مرمى الحسين إربد في نهائي كأس الأردن للموسم قبل الماضي
وفرض هذا التناقض بالموقف، العديد من التساؤلات لدى المراقبين، فبعد أن تتغنى الجماهير بالنجم تعود وتهاجمه بضراوة، غير مكترثة لعطائه وانجازاته وما صبه من عرق عبر سنوات طويلة وهو يدافع عن شعار وقميص ناديه، وصلت إلى حد القيام بحملات ممنهجة عبر منصات التواصل الاجتماعي تنتقد شلباية بقساوة، وتكيل الاتهامات للاعب ووالده.
ولم تراع تلك الحملة التي وجهت سهامها "صوب" فراس شلباية، والذي تقدم من فرق الفئات العمرية إلى الفريق الاول في رحلة كفاح امتدت للآن إلى 20 سنة، أن اللاعب إنسان يتأثر في محيطه سلبا وايجابا، وتفرض الحياة انعكاساتها على جهوزيته النفسية، ويمر بمحطات صعود وهبوط بالمستوى، ويحتاج للدعم لا لإحباط مشروع استرجاع مستواه الفني، في الوقت التي تترك فيه الانتقادات والهجوم غير المبرر أثرا نفسيا عميقا.
وطالما نجوم عالمية كبيرة، مرت في رحلة الهبوط والصعود بالمستوى، وساهمت جماهيرها في استعادة روح التحدي للاعب واعلان ولادة جديدة، لا أن يتحول الانتقاد إلى ههجوم "شرس"، منذ اعلان الوحدات تجديد عقده للموسم الحالي، وافتقدت اغلبها الموضوعية والروح الرياضية، وتحولت إلى "حرب" شخصية موجهة صوب اللاعب، بدلا من أن تسنده وتقف خلفه ضمن منطق اغلب الجماهير الوحداتية "عالحلوة والمرة معاك".
ولعل الأرقام هي من تتكلم عن رحلة فراس شلباية مع الوحدات، معترفين أنه لم يكن في احسن حالاته في كثير من المباريات بالموسم الماضي، مثله كأي لاعب، لكنه كأن الأفضل مساهمة في صناعة الاهداف بالموسم قبل الماضي، وهو الذي بدأت علاقته مع الوحدات منذ موسم 2005، وتدرج في فرق فئاته العمرية، والتي تولى فيها قيادة الفرق إلى سدة الانجازات، وطارد حلم الوصول من مركز الجناح الأيمن لفريق الوحدات الأول الذي اجتهد ونال مكافأة اجتهاده بالوصول للفريق الأول بالعام 2013.
وقادت موهبة فراس شلباية الذي لقب بالظهير العصري، في نيله شرف تمثيل اغلب المنتخبات الوطنية، حين لعب لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، وحاز على ثقة المديرين الفنيين للنشامى ودافع عن ألوان المنتخب الوطني الأول منذ العام 2016، وشاركه استحاقات عربية وقارية وإقليمية حتى تشرين الثاني (اكتوبر) 2024.
وساهم قائد فريق الوحدات إلى جانب رفاقه في رفع أكثر من 10 ألقاب وحداتية، في مختلف المسابقات المحلية، مجاريا أبرز النجوم السابقين لاسيما رأفت علي، عامر ذيب، محمود شلباية، حسن عبدالفتاح، عامر شفيع، طارق خطاب وغيرهم، وعاصر أكثر من جيل، وهو بقترب من ربيع شبابه الـ32.
وإن فرضت الظروف على النجم شلباية مغادرة بيته -الوحدات- بالعام 2016، وانضم لـ"الشاطين الحمر" حتى نهاية موسم 2019، وقدم معه مباريات كبيرة، وشاركه الوصول إلى نهائي منطقة غرب آسيا بالبطولة القارية، وخاض تجربة احترافية قصيرة في بلاطة الفلسطيني، إلا أنه عاد إلى عرينه الوحدات في موسم "كورونا" الطويل وما يزال يجتهد رغم المحبطات لكسب ثقة جماهير الوحدات التي يبادلها الحب الكبير.
ولعل اللافت في مسيرة شلباية مع الوحدات في آخر موسمين، والتي تتقدم فيهما أرقامه لترد على المنتقدين، بأنه ساهم في صناعة 27 هدفا لـ"الأخضر"، وسجل له 11 هدفا، ومنع المنافسين من تسجيل 4 أهداف، اهمها أمام الجزيرة بالموسم الماضي في مرحلة تنافسية قوية على لقب الدوري.
وفي تصريح سابقللمدير الفني لفريق الوحدات قيس اليعقوبي خلال سباق الأمتار الأخيرة إلى لقب الدوري، طالب الجماهير الوحداتية بدعم كافة لاعبي الفريق من ضمنهم شلباية ومحمود شوكت، والتوقف عن هجومهم غير المبرر عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن أرقام واحصائيات اللاعبين تؤكد على أهميتهما لصالح الفريق، وأن فراس شلباية ثالث صانعي الأهداف بالموسم الماضي.
ويؤكد امين سر نادي الوحدات وليد السعودي أن فراس شلباية من اهم الاوراق الوحداتية في كل موسم، مشيدا بادائه وأخلاقه والتزامه، مشددا أن التوقيع مع فراس شلباية يتنسيب من المدير الفني للوحدات قيس اليعقوبي، منوها أن الجميع يعي سبب الهجمة الشرسة لأسباب ليس بصدد ذكرها، مطالبا من الجماهير المنتقدة وليست الناقدة العودة إلى أرقام شلباية ومساهماته مع الوحدات في آخر موسمين، وحصوله على لقب الأكثر صناعة وتأثيرا في فريقه في الموسم قبل الماضي التي وصلت إلى 13 مساهمة بالدوري قبل الماضي.