النسخة الكاملة

كلمات ومفردات

الأربعاء-2025-07-02 11:12 am
جفرا نيوز -
لارا علي العتوم

عرفت الحرب الاسرائيلية العديد من التسميات والمفردات والمصطلحات والكلمات، وكذلك لها الاثر في تغيير الكثير من المفاهيم والمعاني بل حتى انتقال التعريفات لمراحل اخرى، كالديموقراطية على سبيل المثال التي ابهرت العالم وكانت علامة من علامات التقدم وامتلأ العالم بالمناظرات التي تبحث بها حتى كادت ان تكون مفتاح الحياة السعيدة وبعد ان كان اكبر مشاكلها هو نشرها في جميع بلدان العالم اصبحت المشكلة في تقليد الديموقراطية واصبحت العديد من دول العالم التي تصف نفسها بالمتقدمة لا ترى في الديموقراطية الديمومة التي تلائمها فصارت تقلد الديمراطية لينتشر ما يسمى الديموقراطية الزائفة او المقلدة، لينتقل العالم بين ليلة وضحاها الى حقوق الانسان، التي امتلأت بها العقول والصالونات السياسية، بل حتى ان العالم خاض فيما بعضه البعض العديد من الصراعات لان الجميع يرى في تطبيقها هو العيش بأرقى معايير الانسانية وانها لا تمثل فقط الحصول على الخبز والماء بل العديد والكثير، الى حين حدثت الحرب الاسرائيلية على غزة حتى باتت حقوق الانسان في غزة تحديداً رغم انها تعتبر مخالفة لحقوق الانسان، حقوق قيد التنفيذ، حقوق معطلة عن الاستعمال اي حقوق مفقودة، فاصبح الانسان في غزة وامام العالم إما شهيداً او حياً بمقدار ما جاز له الاستمتاع بحقوقه، والحقوق الناقصة تعني الحياة الناقصة، وفقدان الحقوق هو فقدان الحياة وبذلك نجحت اسرائيل بقتل الجميع على اراضي قطاع غزة فمنهم من استشهد ومنهم حياً ميتاً ينتظر الشهادة.

ان المثل الاعلى ليس كلمة او نقطة ثابتة ولا عوضاً عن حدود المسافة يمكن بلوغه، بل هو كلما بلغناه انتقل امامنا الى نقطة اخرى على ابعد مرمى من النظر بالغيه ولا منصرفين عن التشتت بإدراكه، بل يسوقنا اليه الحاجة لا قبل لنا بالصبر عن قضائها ولو كانت كلفة ذلك ركوب متن التعسف.

حقوق الانسان، وعلى وجه الخصوص الحرية الشيء الطبيعي الذي يميل الناس الى تحصيلها بكل عفوية وقد تشتد تلك العفوية مع شدة الظلم والقوة الحيوية، في غزة اصبحت حقوق الانسان والحرية شيئين لا يريد العالم الخوض بهم، حتى اصبح ينتفض حتى من من كل فكرة ومن كل قانون ومن كل عمل، فلا شغئ لا يخضع تحت القصف الاسرائيلي في غزة حتى كل من طالت له نفسه واقترب ليساعد او يمد يد العون او يقف كالسد المنيع امام التهجير القسري والتجويع ستناله الشائعات والاكاذيب ولنا في الاردن تجارب ومشوار طويل مليء بالقصص والشائعات التي نشرتها اسرائيل حتى توقف اي مساعدة او عون من الاردن كان من بينها ولن يكون آخرها ما نالته الهيئة الخيرية الهاشمية بسبب جهودها لاهالي قطاع غزة دون كلل او ملل، ولن تتوقف المحاولات الاسرائيلية بل ستبقى في تجديد مستمر.

حمى الله أمتنا

حمى الله الأردن


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير