النسخة الكاملة

قطر تقود "الدبلوماسية بالعالم" .. فكيف لا تخرج من أزمتها "بالحنكة المعهودة"؟

الأربعاء-2025-06-24 04:54 pm
جفرا نيوز - خاص 

لطالما كانت دولة قطر الوسيط الدبلوماسي الأكثر رجاحة وعقلانية في قيادة دفة المفاوضات بالقضايا والأزمات الإقليمية والعالمية، ولعبت دورًا مهمًا في ملف التهدئة لإنهاء الحرب في قطاع غزة منذ بدايتها في السابع من أكتوبر 2023؛ وفي المجالات المختلفة كالثقافة والرياضة ونهضة الاقتصاد، وحتى بالعلاقات الثنائية مع الدول تميزت قطر بقيادة أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووصلت إلى العالمية بتمدد دبلوماسي، وخبرة سياسية منقطة النظير. 

قطر دولة تعرف كيف تُدير شؤونها وأزماتها إن وجدت، وتتعامل معها داخل حدودها بحنكة ومنطق وعقلانية، وما تعرضت له أمس من قصف لقاعدة العُديد العسكرية فيها من قبل إيران ردًا على الضربات الأمريكية، يثبت كم أنها دولة مواقف وذات تمكُّن عسكري على مستوى عالٍ، وتمتلك مكانة واسعة بالمنطقة والعالم؛ إذ لا يمكن أن يمر ما حدث على أنه مجرد أزمة حرب ناجمة عن توترات إقليمية، فدوحة العرب كما تُعرف قطر في الشرق الأوسط لا تُبدِي أي مصلحة على مصلحتها كدولة تعرف ما لها وما عليها، والأهم أن علاقاتها مع دول المنطقة والعالم ليست مبنية فقط على شراكات استراتيجية أو مصالح اقتصادية، بل يتعدى الأمر إلى وجود دولة تعتبر المرجعية والظهير الآمن في حماية المنطقة، وترسيخ كلمتها أمام العالم، وبإيمان مطلق أن الشراكة الحقيقة تتم بالتشاور وفتح آفاق الحوار مع قادة الدول، وبما يلبي السلام والاستقرار. 

السردية الدبلوماسية العربية التي تنتهجها قطر في مواقفها وتصريحاتها وتعاملها مع الأحداث كافة، تدل على أننا أمام فلسفة مختلفة نحتاجها في المنطقة، والأردن وغيرها من دول المنطقة والعالم دائمًا ما يثمنون الأدوار المهمة والتحركات والجهود التي تقوم بها قطر في مجالات عدة، ووقوفها إلى جانب الأشقاء العرب، وهذا ما سجله التاريخ على مدار سنوات مضت، من مواقف مشرفة، وقيادة حكيمة بالدولة القطرية. 

 وعلى صعيد الأزمة الأخيرة، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني وخلال اتصال هاتفي مع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وقوف الأردن إلى جانب قطر في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادة أراضيها وسلامة مواطنيها، وإدانة المملكة لأي اعتداء على قطر وسيادتها.

واللافت جدًا في إدارة قطر للأزمات سواء أكانت محلية أم عالمية؛ أنها تعتمد على سياسة المكاشفة الصريحة وإخفاء المجاملات، وهذا ما يجعل الأمور تسير نحو الأفضل سياسيًا بالمقارنة مع استراتيجيات أخرى تتعمد "الإخفاء والمماطلة"، فدولة كبيرة كقطر تعرف كيف يجب أن تسير الأمور وبأي اتجاه، وتقدر وتثمن مصالحها ومصالح المنطقة كما يجب أن تكون، وبعد تجارب عديدة ومختلفة لدورها في المنطقة، تستحق دولة قطر أن تكون العباءة السياسية التي يرجع لها الجميع في قيادة الأوراق المبعثرة. 



 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير