النسخة الكاملة

انحدار أخلاقي وسقوط أمريكي قريب

الثلاثاء-2025-06-24 10:49 am
جفرا نيوز -
نسيم عنيزات

لم تصل الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذا المستوى من الانحدار الأخلاقي والإنساني كما هي عليه الآن، منذ إلقائها القنبلتين النوويتين على (هيروشيما وناكازاكي) اليابانيتين إبان الحرب العالمية الثانية، حيث تمارس الكذب والخداع والابتزاز.

الأمر الذي يُنبئ بسلوكها الطرق الخاطئة، الذي سيقودها حتمًا نحو السقوط، بعد أن ضاق العالم ذرعًا بها بسبب ممارساتها اللاأخلاقية والاستعراضية، وما تقوم به من إجراءات ابتزازية للسيطرة على مناطق وثروات بعض الدول.

يبدأ هذا الامتعاض من الدول الأوروبية، التي تعتبر حليفًا مهمًّا للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب إجراءات الأخيرة وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، الذي يتعارض مع الموقف الأوروبي.

يُضاف إلى ذلك ما قامت به من عمليات وممارسات ابتزازية للحصول على الثروات الأوكرانية، والتلويح بانتزاع إحدى الجزر الكندية بالقوة وضمها لأراضيها.

ناهيك عمّا فرضته من رسوم جمركية على معظم دول العالم، بما فيهم الأوروبيون وحليفتها الاستراتيجية بريطانيا، وفرضها زيادة قيمة ميزانياتها للدفاع لإجبارها على شراء أسلحتها.

الأمر الذي ولّد حالة من الخوف وعدم الثقة بالإدارة الأمريكية الحالية، التي تعيش حالة تخبّط في كثير من القضايا والمواقف الدولية، بما فيه موقفها من الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والذي يتعارض مع المطالبات الأوروبية والرأي العام العالمي.

هذه الإجراءات وغيرها من المواقف الأمريكية ستدفع نحو حالة تشكّل جديدة سيشهدها العالم، الذي سيبدأ من روسيا بعيد انتهائها من حربها على أوكرانيا، التي أشعلتها ودعمتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد فرضها عقوبات اقتصادية على موسكو.

وسيبدأ هذا من خلال تحالف استراتيجي مع إيران، التي لن تنسى الضربة الأمريكية الموجعة لمنشآتها النووية، وكذلك الصين وكوريا الشمالية، وأعتقد أنه سيتّسع ليشمل باكستان وبعض الدول الأخرى.

كما أن الأوروبيين، بعد الإجراءات الأمريكية التي تجاهلت مصالحهم وضربت بمواقفهم عرض الحائط، الأمر الذي هدد أمنهم واستقرار دولهم، سيشكّل لهم دافعًا نحو إجراءات واستدارات للبحث عن مصالحهم وضمان بقائهم، حفاظًا على أمنهم بعيدًا عن الولايات المتحدة.

كما أن العالم الإسلامي لن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه التحولات، بل سيغادر مقاعد الجمهور نحو إجراءات تحمي مصالحه وتحد من النفوذ الأمريكي.

وبالعودة إلى التاريخ، منذ نشأة الكون، فإن ما بعد القمة والغرور هو السقوط، والأمثلة التاريخية على ذلك كثيرة ومتعددة.

وأمام هذه الغطرسة والتخبط الأمريكي في تعامله مع العالم أجمع، بما فيهم أشد حلفائه – باستثناء دولة الاحتلال التي تتولى تنفيذ المهام القذرة – فإن التراجع، ومن ثم السقوط، هو الطريق الوحيد أمام الولايات المتحدة الأمريكية.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير