النسخة الكاملة

تكاليف الحرب أمريكا نحو مواجهة شاملة مع إيران؟

هل تدفع منشأة "فوردو"

الأربعاء-2025-06-18 11:00 am
جفرا نيوز -
 تحليل: خالد سعيد نزال  

باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية

للتواصل: hdd.qal@gmail.com

المقدمة:  معادلة التصعيد والاحتواء في اختبار مصيري  

في مشهد يُعيد إحياء أسوأ كوابيس الشرق الأوسط، تتصاعد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025. الأرقام تكشف مفارقة مروعة: *8.25 مليار شيكل (2.25 مليار دولار)* هي فاتورة 3.5 أيام من الحرب للإسرائيليين، بينما تخوض إيران المعركة بأموال مجمَّدة وعملة منهارة بعد حصار دام *عقوداً*. فهل تكفي هذه التكاليف لكبح اندلاع حرب شاملة؟

المحور الأول: الضغوط الإسرائيلية على واشنطن - معضلة "فوردو"  

-  المطالب العسكرية الملحّة  

  - إلحاح نتنياهو بتدمير منشأة "فوردو" النووية المحصنة تحت جبال قم (80 متراً تحت الأرض)، والقادرة على إنتاج *9 رؤوس نووية خلال 3 أسابيع  

- عجز الأسلحة الإسرائيلية عن اختراقها يدفع لطلب القنبلة الأمريكية (GBU-57 A/B) الحصرية تخترق 60 متراً من الخرسانة).  

- التسريبات الأمريكية  

 "نقل قاذفات B-52 إلى دييغو غارسيا يعني أن واشنطن قادرة على تدمير فوردو في 48 ساعة"  

  — مسؤول غير مُسمّى في البنتاغون  

المحور الثاني: الحسابات الأمريكية - خطوط حمراء وأعباء اقتصادية ثنائية التدخل والتردد  

- الخطوط الحمراء 

  - رفض واشنطن التدخل المباشر إلا إذا استهدفت إيران مصالح أمريكية، وهو ما تجنبه النظام الإيراني حتى الآن  

  - تحذير إدارة بايدن من تداعيات إغلاق مضيق هرمز (يمر عبره 60% من نفط العالم  

- الصراع الداخلي  

  - انقسام الإدارة بين تيار المحافظين (يدعم ضربات وقائية) والتيار العسكري (يحذر من حرب ممتدة 

تصريح ترامب الاستفزازي 

"على المدنيين مغادرة طهران فوراً"  

— رسالة مُبطَّنة تُحذّر القيادة الإيرانية مع تأكيده أن "اللحظة لم تحن بعد"  

المحور الثالث: فاتورة الحرب - اقتصاديات الانهيار  

إسرائيل: نفقات تُهدد الاستقرار المالي  

- 2.25 مليار دولار  نفقات حرب في أقل من 4 أيام (ضِعف ميزانية الطوارئ السنوية  

- انهيار بورصة تل أبيب (*-2.8%*) وتوقف إنتاج الغاز في حقلي "كاريش" و"تمار" (خسائر 500 مليون دولار يوميا)

إيران: حصار ثلاثي الأبعاد  

-  تجميد الأصول*: 120 مليار دولار غير قابلة للاستخدام في بنوك أوروبا وآسيا  

- الانهيار المالي  

 تراجع الريال الإيراني *40%* منذ بداية الحرب    - 

-تضخم جامح تجاوز *50%* (أسعار المواد الأساسية ارتفعت %200)  

- تكاليف إعادة الإعمار 1.5 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المدمرة في طهران  
المحور الرابع: السيناريو الكارثي - حرب لا غالب فيها  

تسلسل الكارثة المتوقعة  

1.ضربة أمريكية على فوردو  

   - خطر تسرب إشعاعي يهدد 4 ملايين شخص في محافظة قم (تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية  

.2 الرد الإيراني  

- شلّ *20%* من إمدادات النفط العالمية - ارتفاع السعر إلى *250$+  

   - هجمات صاروخية على القواعد الأمريكية في قطر (العُديد) والبحرين (الرفاع)  

3 .تدخل القوى العظمى  

  - روسيا تُزوّد إيران بأنظمة *S-500* الدفاعية  

- الصين تُحذّر من "انهيار النظام الدولي" وتُهدد بعقوبات مضادة  

تحذيرات الخبراء 

"حرب شاملة ستُكلف أمريكا 3 تريليون دولار وتفتح 7 جبهات إقليمية... النصر فيها مستحيل"  

 د. هنري كيسنجر*، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق

الخاتمة: لماذا تتراجع واشنطن عن الحافة؟  

عدة عوامل تُجمّد قرار الحرب  

1 .الكابح الاقتصادي  

-خوف واشنطن من كساد عالمي إذا بلغ النفط *250$* (انهيار البورصات + تضخم جامح) فالاقتصاد الأمريكي لا يحتمل: التضخم، أسعار الطاقة، وتكاليف الحروب السابقة ما زالت تؤلم المواطن الأمريكي. أي حرب جديدة ستُضاعف الأزمة، وتُعرّض الحزب الحاكم لخسائر انتخابية

2 .المأزق الانتخابي 

 - ترامب يرفض المخاطرة بخسارة تأييد الناخبين المُرهقين من الحروب قبل انتخابات 2024

- الضغط الانتخابي: مع اقتراب الانتخابات، يدرك ترامب (أو أي مرشح) أن الدخول في حرب غير مبررة قد يُفقده القواعد الانتخابية المستقلة والمتأرجحة، خاصة مع التحولات في الرأي العام تجاه إسرائيل

4. خوف من الفوضى الممتدة: أي ضربة لإيران قد تدفع إلى ردود فعل داخل أمريكا نفسها، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو أعمال عنف "رداً رمزياً"، وهذا ما لا يريد أحد المخاطرة به

5. لولايات "المتمردة" سياسيًا: ولايات ذات طابع ديمقراطي (مثل كاليفورنيا) بدأت تتخذ مواقف متشددة ضد إدارة بايدن أو ترامب (حسب من بالحكم)، وتهدد بالاستقلال في قراراتها، وهو ما يُضعف مركز القرار الفيدرالي في اللحظات الحساسة.

6.محدودية المكاسب  

- تدمير "فوردو" لا ينهي البرنامج النووي الإيراني القادر على إعادة البناء خلال *24 شهراً* بفضل منشآت سرية في أصفهان ونطنز  

"المعركة الحقيقية ليست في سماء طهران أو أنفاق فوردو، بل في جبهتين 

جبهة الاقتصاد: حيث يُختبر صمود إيران تحت حصار يشبه الشنق البطيء 

جبهة الردع: حيث تُوازن أمريكا بين تفوقها العسكري وكابوس التكاليف غير المحسوبة 

الخلاصة: نعم، الوضع الداخلي الأمريكي حاليًا لا يتحمل حربًا مفتوحة، وهو من أبرز العوامل الكابحة لأي مغامرة عسكرية مفترضة. 

الحل الوحيد؟ مفاوضات غير مباشرة عبر وساطات عُمانية/قطرية، تُجنّب المنطقة حرباً لن يربحها أحد... سوى تجار الأسلحة وأصحاب التنبؤات السوداء ."  

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير