جفرا نيوز -
د. حنين عبيدات
الهاشميون تاريخيا نبراس السلام و العدل و العدالة و الإنسانية و الدبلوماسية السياسية ، حافظوا على الأردن و وقفوا سياسيا و إنسانيا مع كل القضايا العربية، و لم يكونوا إلا صوت الحق و الحكمة، و حماة للشعوب العربية و الساعين لتحقيق الإستقرار السياسي و الأمني في الشرق الأوسط و العالم، و القادة الذين يحملون رسائل الوعي الإنساني و السياسي لكل العالم .
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، يقف في كل مرة أمام العالم بأكمله في المؤتمرات العربية والعالمية و في البرلمانات العالمية و في كل المحافل الدولية بكل قوة و منطقية بخطابات تحمل برقيات ممتلئة بقيمة إنسانيته المعهودة وحكمته البائنة و المألوفة ، و دائما ما يؤكد على حالة الوعي التي يجب أن يمتلكها كل إنسان قائد و فرد على وجه الأرض من الناحية الإنسانية و السلمية ، و أن الحروب لن تفضي إلا إلى الخسائر الإنسانية و البنى التحتية و تشكل خللا سياسيا و اقتصاديا و مجتمعيا. هذه المباديء الإنسانية ذات المنطق الرشيد و السديد ، هي في مسيرة راسخة جسدها جلالة الملك محليا و عالميا ، مسيرة مشرفة ينحني لها كل سياسيي و أفراد هذا العالم، فهو القائد الشجاع الذي يدرك معنى الأوطان و حقوق الشعوب، و هو القائد الذي يدرك مآلات الشعوب نحو الأمن و الأمان و الإستقرار على كل المستويات.
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين اليوم خطابا سياسيا أمام البرلمان الأوروبي حظي بالترحيب الكبير و العارم من أعضاء البرلمان ،لما فيه من حقائق إنسانية و سياسية تدعو إلى إنقاذ الإنسان العالمي و تعزيز أمنه و أمانه حتى يستطيع الإستمرار في البناء و العمل و يشعر أن له مستقبلا واعدا و مشرقا .
جلالة الملك في كل المحافل الدولية و العربية يركز على القضية الفلسطينية في ضرورة وجود حل لإنهاء الصراع (العربي - الإسرائيلي) ، و إيجاد حلول تحفظ حق الشعب الفلسطيني على أرضه ، حاملا هذه الرسالة إلى كل العالم ليتفهم أنه من الواجب حماية الإنسان أينما كان و أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني يخرج عن القيم الإنسانية التي خلق الإنسان من رحمها.
و جلالة الملك كان في خطابه مدركا بأن هذا العالم له هوية تجمعه و هي ، الهوية العالمية التي يجب الحفاظ عليها و ترتكز على الإنسانية و الأمن و الإستقرار العالمي من خلال السعي لإنهاء الحروب و الإنفلات و التقسيم و الإنهيار التدريجي للأخلاق الذي بات واضحا في الآونة الأخيرة ،على المستوى المجتمعي و السياسي و الأمني.
أما الهوية الدينية التي تحدث عنها جلالته و التي تجمع المسلمين و المسيحيين و اليهود في هذا العالم ينطلق منها مباديء دينية تسعى للحفاظ على كينونة الإنسان و تراثه و أخلاقه ، و قد أوصل رسالة ذات قواعد و مباديء يتمتع بها أي قائد يسعى إلى عالم يسوده الإستقرار و الأمن و الأمان، رسالة وعي دائم يركز عليها جلالة الملك في خطاباته للداخل و الخارج. ...
جلالة الملك دائما يضع الأردن في المقدمة بمبادئه التي قام عليها و الأوتاد السياسية و الإجتماعية و الدينية، التي يتمسك بها أمام العالم و يظهرها بصورة عظيمة ، لإيمانه بأن الأردن أمنيا و مجتمعيا و سياسيا يدرك معنى وجوب الحفاظ على الهوية العالمية و العربية و الإنسانية و الدينية و يدرك قيمة الإنسان.
دعوة جلالة الملك إلى الإصطفاف العالمي نحو عالم آمن مستقر ، هي دعوة حكيمة تحمل حاضرا متمكنا لمستقبل رائد في كل المجالات في عالم يسوده الأمن و الإستقرار .