مشعوذون يخدعون المواطنين " بجلب الحبيب ورد المطلقات والذهب"
الإثنين-2025-05-19 09:03 am
جفرا نيوز -
محمود كريشان
تنتشر بصورة لافتة هذه الأيام إعلانات النصب والخداع والتضليل، التي تبث على قنوات فضائية تعمل من الخارج وتذاع على الشاشات المحلية، ومن هذه الإعلانات المخادعة، بخلاف إعلانات الأدوية والأعشاب، إعلانات أكثر تضليلا، وهي الخاصة بأعمال السحر والشعوذة، والتي تعرف بإعلانات «جلب الحبيب وإخراج دفائن الذهب ورد المطلقات» وغيرها من الأعمال السحرية، التي توهم المواطن البسيط بالقدرة على حل مشاكله، ويمارسها العاملون فى المجال الخاص بالسحر والوهم، وهي إعلانات تعيدنا إلى عصور الظلام، وتعتمد فى الأصل على النصب والاحتيال على المواطن الذي يقع بـ»فخاخ» المشعوذين القذرة..!.
ويستمر بث الإعلانات المضللة في الكثير من الفضائيات التي تذاع من الخارج، ويتم بثها على عبر الأقمار التي يلتقط بثها المواطن الأردني، ومنها الإعلانات التي تهتم بالسحر والأعمال وجلب الحبيب ورد المطلقات، وجميعها إعلانات أقل ما توصف بها أنها نصب صريح على المواطن، رغم أنها تخالف الدين، وتزيد من تراجع المستوى الفكري نحو عصور جاهلية مظلمة وبائدة، حيث تمثل ظاهرة السحر والشعوذة خطراً كبيراً على المجتمع؛ ما يفرض على كافة الجهات ذات العلاقة التصدي لها بحزم، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، والسعي نحو تجفيف منابعها الآسنة.
وهنا.. وبالإضافة إلى أن اللجوء إلى السحرة والمشعوذين ينطوي على مخالفة دينية كبيرة، فإنه يكرّس لثقافة الحلول الوهمية للمشكلات والأزمات، بدلاً من البحث عن معالجات حقيقية لها، ويشيع الخلافات والضغائن داخل المجتمع، بل داخل الأسرة الواحدة، وربما يدفع إلى اقتراف الجرائم، بناءً على أوهام وخزعبلات لا أساس لها من الصحة، خاصة إذا استطاع الساحر أو المشعوذ أن يسيطر على ضحاياه ويوجه سلوكهم، ذلك كون الذين يعملون بالسحر والشعوذة تكون لديهم قدرة كبيرة على الإقناع والخداع، وخبرة واسعة في اصطياد الضحايا، وسلب أموالهم، وأحياناً كثيرة عقولهم، خاصة أن لديهم الكثير من الأساليب التي يستخدمونها في هذا الشأن، ويستغلون مشكلات الناس وحاجاتهم، في ظل عصر مليء بالتوتر، ومظاهر القلق النفسي، ويلعبون على هذا الوتر بقوة ومهارة، ويدّعون قدرتهم على شفاء الأمراض، ومعرفة الغيب، والكشف عن الأسرار..!.
ولا يتوقف الأمر عند تلك الحدود.. بل يمتد نحو استثمار واستغلال طمع البعض وسذاجتهم، ويدعون قدرتهم على مضاعفة الأموال، وتوليدها، ويجمعون من وراء ذلك الملايين، بعد أن تطوّرت الأساليب والقنوات التي يتم استخدامها، والظهور من خلالها، وفي هذا الجانب فقد غدا الدين هو الستارة الأبرز التي يستخدمها السحرة والمشعوذون، من أجل ترويج بضاعتهم الفاسدة والضارة، وإخفاء حقيقة أهدافهم، حيث يزج بعضهم بالقرآن الكريم في ممارساتهم غير المشروعة، ويظهر أمام الناس بمظهر رجل الدين الورع، في استغلال سيئ لمكانة الدين الراسخة في مجتمعنا، في حين أن المسألة كلها لا علاقة لها، لا بالقرآن ولا بالدين..!.
أمام ذلك.. يزداد خطر السحرة والمشعوذين بالأساليب الحديثة التي يلجأون إليها للإعلان عن أنفسهم، وترويج بضاعتهم، مثل بعض القنوات الفضائية، ومواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، وما رصدته صحيفة «الدستور» مؤخرا ويتمثل بظهور إعلانات على جدران البنايات تروّج للسحر، وتدعو إليه بشكل علني ومباشر، ولكنها تحاول أن توحي للمستهدفين أن الأمر لا يتعلّق بسحر أو شعوذة، وإنما بعلاج ديني، والمثير في الأمر أنها تضع أرقام هواتف واسم الشخص «المعالج» لمن يريد!.
ما نريد أن نقوله هنا.. وبالرغم من أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في مواجهة هذه الظاهرة المدمرة اجتماعياً وثقافياً، و»المحرمة دينياً»، كما أن هناك ملاحقة للسحرة والمشعوذين من قبل الأجهزة المعنية، فإن التوعية بخطورة هذه الظاهرة، وبيان الكذب والخداع الظاهرين فيها، ينطويان على أهمية كبيرة في هذا الشأن، وبالطبع فإن للمؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية دورها الجوهري الذي يمكنها أن تلعبه في هذا الخصوص، في التحذير من السحر، والتنبيه إلى خطورته، تتبعها خطوات أخرى لما للمؤسسات الدينية من دور محوري في المواجهة، خاصة أن السحرة والمشعوذين يستخدمون الدين في ترويج أكاذيبهم وزيفهم وتدليسهم وخداعهم..!!.