الدكتور أبراهيم الطراونة، من أفضل النواب الاردنيين، و الطراونة ، نائب سجل في وقت قصير حضورًا سياسيًا لافتًا و متميزًا.
و ما يميز الطراونة ، انه يؤسس لعلاقة غير تقليدية مع القواعد الانتخابية و القوى السياسية و المدنية، سواء في الكرك أو محافظات المملكة .
وأقول، محافظات الاردن؛ لأن الطروانة، خاض معركة الانتخابات، وحصد أعلى الأصوات في الكرك ، و حارب بشخصية سياسية منفتحة، وليكون نائب وطن ، ونائب لكل الاردنيين، و ليس نائب حارة أو عشيرة، أو نائب بمواصفات ما نتابع و نشاهد تحت القبة، وشاشات التلفاز، مع كل أسف و أعتذار من النواب الكرام .
معركة الطراونة ليست سهلة، ولديه عناصر قوة عديدة، سواء من تجربته النقابية والحزبية، و ما راكم من خبرة ودراية سياسية، و لما تؤهله الى تموضع و دور نيابي في العملية السياسية متميز و غير تقليدي.
من اليوم الأول لمجلس النواب، وأنا أتابع النائب الطراونة، سواء تحت القبة، و سياسيا و اجتماعيا؛ ثمة فارق بين "رطانة" تبعث على "التثاؤب"، و بين خطاب سياسي متماسك ومرتبط علنا باتخاذ مواقف نيابية تشريعية و رقابية واعية و متقدمة في العلاقة بين الحكومة و البرلمان ، والشارع.
إفراز نائب سياسي في المجلس الحالي، لربما يحتاج الى "مندل " و تليسكوب؛ ولكن، أن استعمت الى الطراونة و تابعت نشاطه النيابي ، فانه حجز مقعدا النائب السياسي مبكرا .
واما : " نواب الكهرباء و الهايبرد، و " الصدف " أصبحوا جزء من الماضي، اللحظة الأردنية الراهنة سياسية بامتياز، و لربما أن هناك أزمات عابرة مرت على الأردن في الشهور الماضية ، و كشفت مدى الحاجة الى "نائب مسيس" ، و نائب يقرأ و يكتب، ونائب يرفع من شأن المجلس و السلطة التشريعية و هيبتها والنظام السياسي الأردني.
و لحماية مجلس النواب، ومدارج السلطة التشريعية وما أحوج الاردن الى نواب أحرار، ونواب مخلصين الى الدستور و النظام السياسي ونواب حراس لهيبة المجلس، و في لحظة مفصلية ضميرية .
و الديمقراطية النيابية الاردنية المرجوة والموعودة لا تصنعها مهاترات و صراخ ، ولا زعيق.
الطراونة نائب ذو وزن سياسي ثقيل، و يقاتل من أجل الاردن و الاردنيين، و كم نحتاج الى نائب له قاعدة عشائرية واجتماعية و شعبية، و قريب من الناس و الشارع و الميدان .