تحل اليوم ذكرى نكبة العرب في فلسطين التي نستذكر معها أن الشعوب كافة، تنال حرياتها وتكنس الاحتلالات، وليس لقاعدة الشعوب هذه استثناء.
يذكر الرئيس مسعود بارزاني زعيم كردستان العراق ومرجِع الكُرد في العالم، في كتابه الوثائقي «للتاريخ»، الذي أهداني نسخة منه، «أن بلاد الكرد قد تم تقسيمُها بين الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية قبل خمسة قرون، وأن الشعب الكردي تعرّض خلال السنوات الخمسمئة الدامية تلك، إلى محاولات إصهار وإبادة كثيرة ولكنه استطاع النجاة منها جميعها».
وعندما يبين «كاكا» مسعود أن تقسيمَ بلادِه واضطهادَ شعبِه تم منذ خمسمئة سنة سلفت، فإنه ينسف المزاعم المتكررة لحصر اضطهاد الكُرد بالعرب التي يبثها الطائفيون والشعوبيون في محاولة لتبرئة غير العرب من دم الكرد ومن إنكار حقوقهم القومية.
لقد ألحق إنكارُ حقوق الشعب الكردي واللجوء إلى سياسة العنف، أذًى لا يمكن حصر ضحاياه ومداه، مما زرع الضغائن والأحقاد بين الكرد وشعوب المنطقة: العرب والفرس والأتراك، وأطاحَ فرص التنمية والرفاه، فلا ازدهار بلا استقرار.
لقد تم اضطهادُ الكرد طيلة 500 سنة، ولم يكن الاضطهاد والظلم من قِبل شعوب المنطقة فحسب، فقد ساهم الإنجليز أيضاً في قصف القرى الكردية وتدميرها، لكن العسف الضاري لم يستطع إنهاء الكرد !!.
وأمامنا أوروبا التي مرت بنا قبل أيام الذكرى الثمانون لتحريرها من عتو وجبروت النازية والفاشية.
وأمامنا شعب فيتنام الضعيف الضئيل الجبار، الذي هزم الإمبراطورية الفرنسية في معركة «ديان بيان فو»، وألحق بها الإمبراطورية الأميركية.
وأمامنا «المتحف الوطني للمجاهد»، الجاثم فوق الهضبة الأعلى في العاصمة الجزائرية، يقف شاهدًا شامخًا على أن الاحتلال الفرنسي الأضرى، الذي استمر 132 سنة، لم يكن قَدَرًا.
وكما أنكر جميع المستعمرين، حقوق جميع الشعوب التي استعمروها، فها هو الكيان الإسرائيلي لا يواصل إنكار حقوق الشعب العربي الفلسطيني فحسب، بل يواصل التوسع والتمدد.
500 سنة من إنكار حقوق الشعب الكُردي.
132 سنة من إنكار حقوق الشعب الجزائري.
مما يجعل 77 سنة من إنكار حقوق الشعب العربي الفلسطيني، زمنًا ليس طويلًا البتة !!