النسخة الكاملة

الأردن يحتضن مرضى غزة: من دفعة الأمل الأولى إلى استقبال دفعة اليوم

الأربعاء-2025-05-14 07:48 pm
جفرا نيوز -


رامي رحاب العزه يكتب


في رسالة حضارية تأبى أن تخضع للظروف القاسية، استقبلت المملكة دفعةَ الأمل الأولى من أطفال غزة المصابين بالسرطان، حيث عاد 17 طفلاً سالمين مساء الأمس إلى وطنهم بعد أن أنهوا علاجهم في مستشفيات المملكة، فيما تُنقل اليوم الدفعة الثانية المكوّنة من 4 أطفال و12 مرافقاً إلى الأردن لإكمال رحلة العلاج تحت رعاية الملك وبكامل النفقات.

لقد أكد جلالة الملك، منذ لحظة إطلاق مبادرة "الممر الطبي الأردني”، على أهمية تقديم العلاج الفوري لأبناء غزة رغم التحديات الاقتصادية التي تعصف بالأردن، فاختار إنسانية الحماية على التضييق، ووفى بوعده الذي كان نصياً وشفوياً، إذ سخّر إمكانات مستشفيات المملكة وتكاليف الإقامة والنقل والدواء والعناية اللاحقة دون مطالبة المرضى أية رسوم.

رفضت القيادة الأردنية أن يكون أي عائقٍ اقتصادي سبباً في تعطيل الجسر الطبي، مصممةً على مواصلة الدعم حتى وصول كل مريضٍ محتاج. هذه الروح ألهمت الفرق الطبية من شرقي عمان إلى معبر جسر الملك حسين، فجاء استقبال المرضى كاحتفاء بالأمل لا كمعاملة روتينية.

ولم تغب الانتقادات المشككة في نوايا الأردن أو موقفه الإنساني عن المشهد؛ فهناك من حاول ربط هذه المبادرة بمقايضات سياسية أو ضغوط خارجية، لكن الواقع يؤكد العكس: فالمعبر يفتح أسبوعياً لدفعات جديدة، وتتم الإجراءات بانسيابية تامة، ما دفع وسائل الإعلام العالمية إلى الإشادة بالتجربة الأردنية الفريدة.

إن عودة أولئك الأطفال سالمين إلى منازلهم بعد أن استعادوا الأمل بالحياة، ورحلة الدفعة الثانية التي تنطلق اليوم، تؤكد أن الأردن، رغم كلّ التحديات الاقتصادية والإقليمية، قادرٌ على الجمع بين الوفاء لروح الجوار والامتياز البشري؛ ليظلَّ الحِصن الذي يحمي الأرواح والكلمة الحرة معاً. وإلى كل المشككين الذين اتهموا الأردن بالموافقة على التهجير أو التواطؤ في معاناة الأشقاء، نقول: هذه أكبر رسالة لكم، فنيّتكم السيئة لم تمنع المملكة من دورها الإنساني الراسخ.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير