النسخة الكاملة

اعتراف ترامب بدولة فلسطينية... أداة ضغط إضافية على نتنياهو... ليس أبعد؟

الأحد-2025-05-11 09:55 am
جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدباس. 

1/3 

من أكثر من مصدر إعلامي، نقلًا عن أكثر من مصدر سياسي، هناك تسريب بأن ترامب سيعترف بالدولة الفلسطينية؟ بنسبة كبيرة من الاحتمالات، لم أتعامل بجدية مع تصريح ترامب لثلاثة أسباب. السبب الأول: أن ترامب قد اعترف في نهاية كانون الأول من العام 2017م أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، كما أنه بعد عدة شهور قد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. في ذات فترة الرئاسة الأولى له، طرح صفقة القرن عندما قدم التنمية الاقتصادية على الحقوق السياسية، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية. من هنا، إذا كان الرئيس الأمريكي جادًا في طلبه، فإن عليه سحب الاعتراف بالقدس أنها عاصمة موحدة لإسرائيل كي تكون عاصمة لدولتين.

2/3 

أنتقل إلى السبب الثاني والثالث في عدم تصديقي أن هذا التصريح جدي. وهو أن هذا التصريح يأتي في سياق الضغوطات المستمرة التي يقوم بها ترامب من أجل إخضاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بهدف إبداء ليونة تجاه وقف إطلاق النار في غزة. من هنا، وفي اللحظة التي يستجيب نتنياهو إلى ترامب بما يخص ملف غزة، يتم التراجع عن هذا الموضوع. أما السبب الثالث في عدم تصديق نية ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية فهو تصريح السفير الأمريكي لدى إسرائيل الذي ينفي هذا التصريح؟ لكن. و من جانب آخر، إذا افترضنا وفي اتجاه معاكس أن ترامب صادقًا بما يقول، فالمؤكد أن لديه تصورًا ما يخص الدولة الفلسطينية، وهو الاعتراف المشروط. يشمل ذلك أنها بدون القدس التزامًا بقراراته السابقة، وأنه سيكون هنالك عاصمة أخرى للدولة الفلسطينية. إضافة إلى أنها ستكون دولة منزوعة السلاح وذات سيادة منقوصة بما يخص حدودها؟

3/3 

ختامًا، الرئيس الأمريكي متجدد الطروحات. في كل يوم أو فترة يخرج علينا بطرح جديد صادم. ترامب ليس في جيب أحد بشكل دائم. ترامب ليس ضد أحد بشكل دائم. ترامب يتعامل مع كل الخصوم ومع الأصدقاء في ذات الوقت. يقرب بعيدًا ويبعد قريبًا. ترامب يؤمن بشعار "أمريكا أولاً" وهي الأساس في كل حساباته السياسية والاقتصادية. ترجمة لذلك فإن الخبر المسرب الذي يخص اعترافه بالدولة الفلسطينية، فهو يقع بين احتمالين. إنه اعتراف مشروط يخص مواصفات الدولة الفلسطينية القادمة، أو أنه سيتراجع عن الاستمرار في هذا التصريح عندما يتمكن من تحقيق الهدف السياسي من التصريح، وعلى رأس تلك الأهداف هز نتنياهو وإخضاعه من جديد كأداة للتنفيذ وليس ككيان مستقل الإرادة؟
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير