أبو خلف تكتب التاريخ يعيد نفسه " مايحدث الآن قد حدث سابقاً"
الإثنين-2025-04-21 11:31 pm
جفرا نيوز -
سأعود بكم الى الماضى وتحديداً قبل٧٦٣ عاماً ويزيد وعلى تخوم الدولة الخورازمية
كانت هناك بعثة تجاريه قادمه من بلاد المغول للمتاجرة فى مدينة أوترا. ، وأعتقد حاكم المدينة أنهم جواسيس فأمسك بهم حاكم المدينةوقتلهم فكانت سبباً لغزو الحدود الشرقية للدولة الإسلامية فهجمو على بخارى وسمرقند ونيسابور وقتلو أهلها وسبو نساءها وسرقو الأموال
للوهلة الأولى يبدو تاريخاً عادياً لكن أؤكد لك أنه يمتلئ بالغرابة بشكل جنونى ولنكمل السرد لتحكم بنفسك .
تعاون خليفة المسلمين آنذاك الناصر لدين الله مع التتار لوجود خلافات بينة وبين الدولة الخورازمية وساهم بالقضاء على الوجود الإسلامى الحاكم لشرق الدولة الإسلامية وياله من تشابهه ! وتوقفت لفترة الحرب مع وفاة جنكيز خان لكن الدولة الأسلامية لم يتحرك بها شئ وبقيت على العهود وبالأمل بالأمن اللحظى المحدود وأستمرو بدون إعداد لخطر الأعداء !وهذا ما حصل بعد خمس سنوات وأعداد التتار لجيوش أقوى من ذى قبل لسهوله نجاحهم وأختراقهم للصفوف أول مرة وإستغلالهم لضعف الدين والإنهزام النفسى ،وهنا يختلط لدينا الواقع الحالى والماضى .
بدئت المؤامرات بين النصارى والتتار لتقسيم الدولة الإسلامية حسب الأحتياجات والأطماع ، وبدء عصر هولاكو أبشع ما عرفته الإنسانية مجرم حرب بالمصطلح الحالى ، فقد أحدث إنقساماً حاداً بين طوائف المسلمين بأعطائهم الوعود والعهود بالتمكين لأسقاط الخلافة فى العراق وبدء بأعرق الأنساب وهم أحفاد صلاح الدين الأيوبى ببلاد الشام ملك حمص وأمير حلب ودمشق ووعدهم أن يبقيهم فى أماكنهم ولا يتعرض لدولتهم الأيوبية إذا ساعدوة أو بقو على الحياد فى حربه ووافقو على ذلك وتناسو جميعاً إرث جدهم فاتح القدس صلاح الدين الأيوبى .
والطائفة الثانية التى إستعان بهم شيعة العراق المتمثله بوزير الخليفة العلقمى ودوره فى تهبيط المعنويات عن طريق المبالغة فى سرد قوة التتار وصعوبة مواجهتم وحث الخليفة العباسى بالإتفاق ونصيحته بتقليل الجيوش العربية كبادرة حسن نية ! ومع نقص علو الهمه والأفتقار إلى الشجاعه والخوف من الآخر وتدين الخليفه المستعصم بالله لكنه ينقصه الشجاعه خزاه الله دنيا وآخره .
ومع ذلك ظهرت فى بغداد دعوة للجهاد بقيادة مجاهد الدين إيبك وسليمان شاه لكن الخليفة الجبان قام بتسليمهم للتتار مع كل من قام بتأييديهم بالمقاومة وأعدمهم التتار جميعاً ليبقى خلفهم المتخاذلين أشد خذلاناً والجبناء أكثر جبناً
طلب هولاكو من الخليفة العباسى بالعراق تسليم السلاح وتدمير الحصون وردم الخنادق على أن يحكم برعاية تترية ، ويزوج أحد أبناءة أبنه هولاكو
إن أهل العراق كانو قد تجاوزو المليونيين فى تلك الأيام ولكنهم كانو كغثاء السيل فقد كان جيش التتار المحاصر لبغداد مائتى ألف فقط ولو كانت فى قلوب المسلمين حمية لفتكو بهم بأيديهم لا بسيوفهم ولكن موت القلوب والوهن قد أصابهم والخوف من الموت .
كل هذا ترافق ببروباغندا تحذر من معارضتهم بثها العملاء والجواسيس مثل "التتار يقاتل نساءهم كرجالهم حتى خيولهم تخترق الأرض بحوافرها وتأكل الأعشاب لا القمح ولا يحتاجون للمونه ولديهم أغنام وأبقار وقدرتهم للصمود طويلة "
وتوالت الأحداث والخيانات حتى جاء من يخاف الله أكثر منهم وليس عربياً بل مملوكاً فقد ينصر الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل ويرجو حماية حدود المسلمين والدفاع عن الشعوب المسالمة وجاءت عين جالوت لتنهى وجودهم بالدول الإسلامية بعد ثلاث حملات ناجحه امتدت لكل الدول العربية لتتوقف ماشاء الله لها .
هل تستطيع الآن التفريق بين الماضى والحاضر وهل نحن نواجهه تتار القرن العشرين مرةً ثانية وهل سيأتى جيل لا يخاف مواجهه الموت فى سبيل الحرية والعدل صبراً أيها المظلومين فلسنا وحدنا من عانى وخسر ثم أنتصر
فالتاريخ دائماً ما يعيد نفسة فقط إعتبرو يا أولى الألباب .