النسخة الكاملة

الإخوان المسلمون: بين السلمية المدعاة وخطاب الكراهية الممنهج

الأحد-2025-04-20 09:11 am
جفرا نيوز -
الدكتور حسن البراري

ما أن انكشفت خيوط خلية إرهابية في الأردن ذات ارتباط بتنظيم الإخوان المسلمين، حتى ارتفعت أصوات أقلام معروفة بولائها للتنظيم في الخارج لتكذيب الرواية الرسمية والتهكم عليها، دون أي دليل سوى استعراض تنظيمي مكشوف. الأسوأ أن بعض هؤلاء ليسوا إلا أكاديميين، يستخدمون مكانتهم العلمية المتخيلة غطاءً للترويج لخطاب تنظيمي فاشل يخدم أجندات إقليمية مشبوهة.

أما في الداخل الأردني، فثمة من يدافع عن التنظيم بطريقة تفوق كل منطق، متهمًا منتقدي الإخوان بالعداء أو العمالة أو التحريض أو وسمهم ب "كتاب تدخل سريع" يبحثون عن مناصب تماما مثل تزلفه للتنظيم ذاته بحثا ربما عن شيء ما ، وكأن التنظيم يتمتع بعصمة فوق النقد. لكن الحقيقة أن أفرادًا من التنظيم تجاوزوا الخطوط الحمراء، بتصنيع السلاح في تحدٍ صارخ لسلطة الدولة التي تحتكر السلاح وتقرر السلم والحرب. أولم يطلب أحد أعضاء الحركة في البرلمان الافراج عن أحد المتهمين ونظم فيه نثرا بديعا؟! ألا تذكرون النبرة التي تحدث بها صالح العرموطي مطالبا بعفو عن نفس الشخص الذي راي السيد العرموطي بأنه مظلوم ومعتقل من دون ذنب!!!! أولم يعترف بيان الاخوان المسلمين برواية الدولة لكن اضاف بأنها تصرفات فردية، ثم اضاف كلمة تبريرية على شاكلة "على خلفية حرب غزة"

عجيب هذا المنطق الذي يبرر تصنيع السلاح بذرائع "الوطنية" و"فلسطين"! كأن الدولة مجرد خيال، وكأن سيادتها تُباع في سوق التبريرات. أليس هذا المنطق نسخة كربونية من حزب الله، الذي احتكر السلاح باسم المقاومة، فاختطف الدولة وأغرقها في الدمار والانكسار؟

وأخيرا، رغم ادعاءات السلمية، يتحمل التنظيم مسؤولية خطابه التحريضي الذي زرع الكراهية في أجيال تربت على أن الدولة عائق أمام مشروعهم الأيديولوجي. سلمية الإخوان ليست خيارًا نبيلًا، بل نتيجة موازين قوى فرضتها الظروف، ما يجعل نقد التنظيم واجبًا وطنيًا لحماية الدولة وهيبتها وعدم اختطافها وزجها في مواجهات رأينا كيف انتهت في غير مكان وغير مرة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير