النسخة الكاملة

العقل الأردني البارد: فيصل الفايز "سنديانة عتيقة".. والباذخ بـ"تهذيبه"

الأحد-2025-04-13 09:04 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - خاص

عقلان يتصارعان في الأردن في القضايا المفصلية، أحدهما "حامي" يأخذك صوب الاندفاع في تكوين الانطباع بما يشتمل عليه من ظلم وتجني وافتراء، والآخر "بارد" يستطيع أن يوازن الأمر، وأن يميز الخبيث من الطيب، ومن نِعَمِ الله عز وجل علينا في الأردن أن أصحاب العقل البارد يحضرون بسرعة لتصويب المشهد وإنصاف مَن يتعرضون للظلم والتشويه، إذ كان رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز قد تعرض للظلم بعد كلمته التي ألقاها في مجلس الأعيان بعد أحداث الرابية، وقد كَمَنَ كثيرون لهذه الكلمة من أصحاب العقول الحامية، دون أن يقرأوا تاريخ هذه "السنديانة العتيقة".

تقول أوساط سياسية وإعلامية أردنية إن فيصل الفايز يكاد يكون السياسي الأردني الوحيد الذي لا يختلف "معه أو عليه" أحد، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يجمع "المختلفين" في دارته وقرب موقده، حتى يخرجا كما لو أنهما لم يختلفا يوما، إذ تظل دارته مثل مكتبه تعج بــ"السائلين والقلقين" عن المشهد الوطني، إذ يَنْدُر أن تجد سياسيا واحدا في الأردن يتقن هذا الدور الوطني النبيل والذي يعد "ذخيرة إستراتيجية" لا تُفْتَح صناديقها إلا في ملمات ومهمات وطنية يستدعيهم الوطن في المفاصل الصعبة.

تضيف أوساط أردنية: خطاب الفايز على الدوام كان خطابا مرناً ليّناً وطنياً نبيلا صادقا، إلا حين يتعلق الأمر بــ"زمرة شر" تريد أن تغرس أنيابها في الخيمة الوطنية لتمزقها، إذ يجيد فيصل الفايز هنا أن يستدعي خطابا آخر تفهمه "زمرة الشر" إياها، فليس صحيحا بالمطلق أن خطاب الفايز في مجلس الأعيان كان موجها للأردنيين الطبيعيين الذين يرتلون حزن ووجع غزة آناء الليل وأطراف النهار، ففيصل الفايز نفسه ثمة مَن يقول من أوساطه القريبة والعارفة أنه ما إن تأتي سيرة غزة وفاجعتها حتى يتلعثم بالكلام وتختنق عبراته، فـ"زمرة الشر" نائحة مستأجرة، وحزن الأردنيين حزن "ثكالى" حقيقي لا أهداف ولا رسائل ولا تعليمات خارجية خلفه.

فيصل الفايز يصعب إعادة تعريفه لأصحاب العقل الحامي، فالرجل لم يترك مدينة أو قرية أو بادية تعتب عليه، إذ زارها إما ملبيا لفرح، أو قاصدا "بيت أجر"، أو مستهدفا "جبر خاطر" في السر، ففيصل الفايز ليس سوى "سنديانة عتيقة" لا تعرف التردد أو الهزيمة، إذ يُنْدَر أن تجد صورة وطنية في آخر ثلاثة عقود لا يحضر الفيصل في فسيفسائها، فهو أكثر الأردنيين "بذخاً" في "وطنيته وتهذيبه".

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير