الجولات الميدانية التي يقوم بها «رئيس الوزراء» الدكتور جعفر حسان ليست تقليدية ولا من باب الاستعراض الاعلامي، بل هي رسالة لجميع الوزراء والمسؤولين بمختلف مواقعهم، مفادها ان العمل وحسن الاجراء هما عنوان الحكومة وان معالجة التحديات مهما صغرت امر بغاية الاهمية، فماذا جنينا من تلك الجولات ؟.
الواقع يقول ان تسمع وتشاهد بعينك افضل بكثير مما تسمعه فقط، لهذا انتهج الرئيس مبدأ الذهاب بنفسه لكل مناطق المملكة وبشكل دوري ومفاجئ في كثير من الاحيان، للاطلاع على واقع الخدمات والتحديات التي تواجه الجهات الخدمية في المحافظات سواء للمواطنين او للمستثمرين، فتجد انه بعد كل جولة للرئيس يتم اتخاذ اجراءات لمعالجتها اولا باول.
احد مدراء «الدوائر الحكومية» التي زارها الرئيس قال لي ان مشكلة صغيرة بقيت عالقة لفترة تزيد عن ست سنوات في دائرته دون حل، لكن بعد أن زار الرئيس المديرية والفريق الوزاري تم حل المشلكة وحلت خلال ثلاثة ايام، الامر الذي يؤكد على ان التواجد الميداني بين المواطنين وتلمس احتياجاتهم وبحسب التوجيهات الملكية المستمرة من قبل جلالة الملك وولي العهد للحكومات امر مهم وله مفعول سحري بنيل ثقة العامة.
زيارات الرئيس الميدانية شملت 65 موقعاً في 11 محافظة، خلال الفترة بين 25 أيلول 2024 و23 آذار 2025، ورافق تلك الجولات الحصول على ملاحظات ورصدها الامر الذي تطلب إجراءات وتدخلات تنموية وتحسينية بلغ عددها 133 إجراء، شملت قطاعات الصحة والتعليم والتدريب المهني والتقني والإنتاج الزراعي والصناعي والرعاية الاجتماعية والخدمات المحلية، والشباب والسياحة انجز منها 76 إجراء.
الاجراءات التي اتخذت بشكل سريع جدا جراء «المتابعة الحثيثة» من الرئيس لربما ما كانت لتنفذ لعدة سنوات جراء غياب المتابعة والرقابة، الامر الذي يثبت بان «الجولات الميدانية» والتواجد بشكل مباشر بين المواطنين اثبت بلا يحتمل الشك بانه الطريقة المثلى والاكثر جدوى لمعالجة التحديات وتحسين جودة الخدمات.
خلاصة القول، الرئيس جعفر حسان اثبت بما لا يحتمل الشك ان غالبية المشاكل وتراجع القطاع العام سببها الغياب عن الميدان والاكتفاء بالاستماع لا المشاهدة على ارض الواقع، والاهم انه اصبح قدوة حسنة للوزراء والمسؤولين بالعمل الميداني واسس لمثل هذا السلوك الحسن للحكومات المقبلة، فالعمل من المكتب لن يجعلنا نتقدم ونعالج، مطبقا مقولة ما بحك جلدك الا ظفرك.