النسخة الكاملة

أسرار الكرامة.. مَن هو أسد الاستخبارات.. وما هي البرقية المرصودة؟ - صور

Friday-2025-03-21 11:18 am
جفرا نيوز -
إعداد: محمود عطاالله كريشان

*عربيات.. أسد الاستخبارات
في مساء يوم الثلاثاء 19 اذار 1968، قدّم مدير الاستخبارات العسكرية غازي عربيات، تقريراً مهماً لقيادات الجيش، يقول فيه إن الهجوم الإسرائيلي سيكون صباح يوم الخميس ٢١ اذار، أي خلال 48 ساعة فقط ومن ثم، أصبحت متواصلة الجهود المبذولة للاستعداد لهذه المعركة الحاسمة، لأن المدة قصيرة.. وعلى صلة يبرز هنا الاحتراف العسكري والمهنية الاستخباراتية للرجال الأشاوس في الأمن العسكري، الذين يثبتون على الدوام أنهم عند حسن ظن قيادتهم، وأنهم العين الساهرة واليقظة التي تتابع وتخطط، وتحسن التقاط اللحظة المناسبة، لهزيمة المتربصين شراً ببلدنا وشعبنا والقضاء على مكرهم وشرورهم، حيث تشير المعلومة الى انه وقبل يومين من بدء المعركة كانت طائرات مستير «فرنسية الصنع» تحوم فوق الأغوار الأردنية، فأوصلت المعلومة على الفور من الاستخبارات الإردنية الى قيادة الجيش، وان هذا النوع من الطائرات مخصص للتجسس والتصوير وطلبت القيادة على الفور ان تبقى المواقع العسكرية الإردنية على حالها، كما صورتها طائرات العدو وفي مساء يوم 20 آذار 1968 أي قبل بدء المعركة بساعات، كما طلبت من الدبابات ان تتحرك بهدوء وقامت بتغيير أماكن جميع المواقع العسكرية الأردنية التي رصدها العدو وقامت أيضا بتغيير مرامي ومواقع المدفعية فوق جبال السلط، وهذا ما أربك العدو الذي تفاجأ في يوم المعركة، ان ما رصدته طائراته من مواقع أردنية قد ذهب أدراج الرياح....
 
*كاسب صفوق.. الفارس 
اللواء الركن المرحوم كاسب صفوق الجازي أبرز قادة معركة الكرامة الخالدة.. كُنتَ فارس ذلك الصباح، وَوَرْد الشهادة يتفتّحُ في الوادي شقائق ورياحين، كُنتَ هناك اسماً يبعثُ فينا الطمأنينة ويدب في أعدائنا الرعب.. لأرواح شهداء الكرامة سلام، ولقواتنا المسلحة الباسلة في عطر الذكرى وعد ورايات عالية الطيب والنبل.. والبهي من زهر الكلام، وسحائب الخير في الغمام

*شردم.. لأول مرة..
قائد سلاح الجو الملكي الأردني الأسبق المرحوم الفريق أول الطيار إحسان شردم: لا بد من الإشارة هنا الى انه عندما اشتدت ضراوة المعركة طلب العدو ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقف إطلاق النار.. رفض جلالة المغفور له الملك الحسين وقف إطلاق النار رغم الضغوط الدولية ما دام هناك جندي إسرائيلي على الأرض الأردنية..

*«منصور» ورفاقه..
قبل معركة الكرامة بشهر تقريبا تصدى رجال كتيبة الحسين الثانية لقوات العدو بمواجهة عُرفت بمعركة الثمان ساعات بمنطقة ام قيس، حيث إستشهد قائد الكتيبة الرائد الركن منصور كريشان وعدد من رفاقه هم: العريف محمود عيد قاسم النسور، الجندي اول عوض محمد ابراهيم الجراح، الجندي منير احمد ابراهيم المصري، الجندي احمد حسن عبدالرحمن، الجندي محمد عقلة مصطفى عبدالرحمن، الجندي احمد عبدالله حسين، وعلي حسين العمري، وشهدت مناطق وسط البلد يوما تاريخيا خالدا عندما شيعت الجماهير والجنود جنازة الشهداء من المسجد الحسيني الكبير الى المقبرة القريبة..

*اتصال مرصود
قائد كتيبة عبدالله بن رواحة 37 في معركة الكرامة المقدم المرحوم العميد المتقاعد فهد مقبول الغبين قال في مذكراته: في الساعة الثالثة والربع عصر يوم المعركة اتصل معي عبر الواسطة الهوائية قائد قوة الحجاب النقيب محمد سليمان السوالقة المرابط على جسر الأمير عبدالله وأخبرني ان العدو يقوم بقصف مدفعي وجوي على مواقعنا الوهمية.. لكنه بحقيقة الأمر كان القصف ضد مواقعنا الحقيقية الأمامية والخلفية، وبعد 12 دقيقة من هذه المكالمة الهوائية بيني وبين السوالقة، قام العدو بتحويل قصفه المدفعي والجوي تجاه مواقعنا «الوهمية»، حيث كنا على يقين ان العدو يرصد مكالماتنا، حيث تمكنا من رفع القصف عن مواقعنا الحقيقية مما جعلنا نتمكن من رفع القصف على مواقعنا الحقيقية وتحويله الى المواقع الوهمية

*الأمير المشير في المعركة
بعد عقود هيمنت فيها رواية محددة عن مجريات معركة الكرامة ضد الإسرائيليين عام 1968، يكشف الأمير المشير الركن زيد بن شاكر، في مذكراته التي ترويها زوجته السيدة نوزاد الساطي والتي صدرت مؤخرا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت – عمان، أن التحام المدرعات الأردنية بالمدرعات الإسرائيلية في المعركة حال دون مشاركة سلاح الطيران الإسرائيلي في القصف، وساعد في تحقيق الانتصار بعد سنة واحدة من نكسة حرب عام 1967 وتكشف المذكرات التي صدرت تحت عنوان «زيد بن شاكر من السلاح إلى الانفتاح»، عن أن قوات سعودية «جزء من قوات عربية كانت في الأردن آنذاك» واجهت الإسرائيليين جنوب البحر الميت وقدّمت شهداء، الأمر الذي أتاح للأردنيين خوض المواجهة ضد القوات الاسرائيلية في قرية «الكرامة».. أدى الأمير زيد دوراً كبيراً خلال تلك الفترة في تجهيز الجيش للمعركة، وكان يجول على الجنود عشية «الكرامة»، ويقول: «نحن الآن أمام أنفسنا وأمام إرادتنا وإيماننا بالله عز وجل، فلن ننتظر طيراناً من سوريا ومصر، ولا مساعدة من أحد.. وأعتقد أن الوقت حان لنبرهن نحن الجنود كيف ندافع عن وطننا

*حصان معان
معركة الكرامة دخلتها إسرائيل بأكثر من ثلاثة ألوية على ثلاثة معابر وقد كان للدبابات الأردنية من طراز باتون وسنتوريون، الفضل بالإيقاع بالدبابات الغازية في سهل الكفرين والشونة والكرامة، وكان لمدفعية الجيش العربي وقائدها بطل من مدينة معان وهو العميد الركن محمد صالح الصلاحات الملقب بـ»الحصان» الفضل في دك الخطوط الخلفية للغزاة في ميدان العبد وعبر مخاضات «أم الشرط» وسدرة وعند معابر الجسور..

*على خط النار
اللواء الركن المظلي البطل احمد علاء الدين «الشيشاني» شارك في معركة الكرامة التي خاضتها قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة وقد كان يشغل منصب قائد سرية مشاة في منطقة وادي شعيب، وقد تمكن من قتل (13) جنديا إسرائيليا..

Kreshan35@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير