النسخة الكاملة

معلومات لم تُنشر عن اللقاء "الأمريكي الأردني" .."مُداهمة الصحافة وسهر الصفدي"

الأربعاء-2025-02-12 04:33 pm
جفرا نيوز -
يبدو ان القرار السياسي والسيادي الأردني اتخذ مباشرة بعد انتهاء اللقاء المفخخ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في وقت متأخر  مساء الثلاثاء، بان تصدر سلسلة من الشروحات والتوضيحات الأردنية بعد، أو تجنبا لإثارة إشكالات أو التشكيك في المواقف الاردنية .

وتجنبا للاجتهادات في النصوص بعدما تبين ان إستراتيجية الأردن في التعاطي مع الاستعراض الذي نفذه بحرفية ومبالغة الرئيس دونالد ترامب وسط غابة من الكاميرات والميكروفونات للمراسلين، هو ان الاردن قرر تجنب مواجهة سياسية وإعلامية مباشرة مع ترامب .
 
لكن في اللقاء المغلق التزم بخطة الثوابت واستعمل الجانب  الأردني فيما يبدو بعض التكتيكات المرتبطة بتأجيل حالة الانفعال التي دخلت فيها مقترحات الرئيس ترامب بانتظار ما سمي بخطة عربية يفترض ان تعتمد   في لقاء قمة خاص بالرياض قريبا.

وزير الخارجية أيمن الصفدي و في وقت متأخر بعد منتصف ليلة الثلاثاء على الأربعاء تقدم بشروحات  مفصلة وأعاد التأكيد على موقف الأردن الرافض لسياسات التهجير .

وأبلغ الرأي العام الاردني المحلي بان الملك عبد الله الثاني وضع الرئيس ترامب وجه لوجه ومباشرة وتركيز الاردن على ان الدولة الفلسطينية ينبغي ويتوجب ان تقام على الأرض و التراب الفلسطيني و ليس في أي موقع أخر.

 المستجدات التي كشف عنها وهو في واشنطن وزير الخارجية الصفدي فجر الأربعاء تبدو لافتة للانتباه ، فقد تحدث عن ما اسماء بخطة مصرية عربية فلسطينية تم الاتفاق عليها .

وستقدم للجانب الامريكي بعنوان اعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أي من أهلها .

ولم تكشف التفاصيل حول هذه الخطة لكن الوزير الصفدي اشار الى  ان قيادة بلاده أبلغت الرئيس الأمريكي في اللقاءات المغلقة وغيرها بإن الموقف الذي يتخذه الأردن هو موقف الإجماع العربي الموحد .

ويبدو أن الحديث الملكي الأردني عن انتظار إجماع عربي وإجماع شامل  ستتقدم به الدول العربية هو الذي دفع باتجاه تكرار الملك لعبارة توحي بانتظار الرؤية المصرية وهي رؤية  مكتوبة لا أحد يعلم بعد ما هي تفاصيلها.

في غضون ذلك طبعا صدرت تصريحات تعيد التأكيد على الثوابت الاردنية عبر تغريدات خاصة نشرها الملك على محطة إكس وهو في الولايات المتحدة .

 وبرزت الحاجة لذلك بعدما تبين بأن الرئيس ترامب  خالف البروتوكول المتفق عليه مع الأردنيين وأدخل  المراسلين الصحفيين والكاميرات على نحو مفاجيء  سعيا فيما يبدو للإحراج.

  في الأثناء تظهر بعض التفصيلات والحيثيات بإن الجانب الأردني طلب عدم وجود لقاءات صحفية واقتصار اللقاءات على الإطار المغلق حتى يتم الحديث دون التسبب بإحراجات البروتوكولات ، ووافق الرئيس ترامب على ذلك.

فوجئ الجانب الأردني بدخول كبير من المراسلين و كاميراتهم وميكروفوناتهم الأمر الذي دفع باتجاه طرح مجموعة من الأسئلة يعتقد الوفد الاردني  أنها معدة مسبقا من قبل مساعدي الرئيس ترامب حتى يعيد التكرير على اقتراحاته وتسويقها بصرف النظر عن  كونها تفتقد للكيفية  وللجانب الإجرائي، وللإمكانية والواقعية.

 ما اتضح من تفصيلات في الكواليس أن  بروتوكول الرئيس الأمريكي ادخل فجأة على اللقاء مجموعة كبيرة من المراسلين الصحفيين، وبدا واضحا للجانب الأردني ان الهدف إرباك الاردن  والضغط  عليه  وإصدار  تصريحات  فيها الود والمجاملة  من القيادة الاردنية لصالح خطة الرئيس الأمريكي، الأمر ساهم في حكم وصياغات ،و معادلات محددة جدا وعمومية التزم بها الملك ردًا على أسئلة الصحفيين.
 
والسبب الذي دفع الوفد الاردني للتصور بان المشهد الإعلامي تم ترتيبه مع مستشاري ترامب ، وإحراج الأردن هو أولا وجود اتفاق أولى على عدم إجراء مباحثات وإطلاق تصريحات أمام كاميرات الإعلام.
 
وثانيا وهو الأهم ان نحو 16 سؤال وجهت خلال لقاء القمة  الأردنية الأمريكية منها 14 سؤالا مباشرا للرئيس ترامب فقط فيما وجه  سؤالين فقط للملك .

و هي المسالة التي انتبهت لها العديد من وسائل الإعلام  وعلى الأرجح هذا النمط من الكمائن الاعلامية هو الذي دفع الجانب الأردني للتركيز على ان موقف الاردن بما ستقرره قمة عربية جديدة في الرياض خلال الأيام القليلة المقبلة .

وهو الذي دفع باتجاه التركيز اردنيا على خطاب الموقف العربي الموحد.

 وهذا الكمين الإعلامي بالنتيجة هو الذي دفع لاحقا باتجاه إصدار الوزير الصفدي سلسلة من الشروحات لتبيان  وتوضيح ما حصل في اللقاء المغلق.

رأي اليوم - بتصرف
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير