جفرا نيوز -
إياد أبو زيد
أُطلق عدة أوصاف على سياسة ترامب رغم بساطتها ووضوحها، وإنّ اطلقت منذ ولايته الأولى رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية " أمريكا أولًا "، ووفق سياسة ترامب فأنه لا يتجه بمعالجة السياسة الخارجية بالحروب بل اتباع نهج سياسة اقتصادية هجومية.
وحتى نفهم هذه السياسة التي تمكن ترامب من فرض قرارته بقوة لاخضاع الدول اتجاه الامتثال لطلبات أمريكا وتحقيق أهدافها واقلها الوصول الى صفقة مرضية لأمريكا.
ولنأخذ قراراته الأخيرة رفع الرسوم على دول كندا والمكسيك لفهم أكثر وضوحًا، التي لم تستغرق أيام حتى اتخذ قرار تجميدها مع كندا والمكسيك لمدة شهر، لامتثال كل من كندا برفع ووقف تهريب المخدرات الى أمريكا وتغطية كلفتها التي تتجاوز 1.3 مليار دولار والمكسيك ايضا لاتخاذ اجراءات فورية للحد من تهريب المخدرات إضافة إلى تعزيز أمن الحدود ووقف امتداد المهاجرين غير الشرعيين.
ولنفهم قرار ترامب الهجومي اقتصاديًا وثقله بالأرقام، بلغت الصادرات الأمريكية 428 مليار دولار إلى كندا مقابل 481 مليار دولار صادرات كندا الى أميركا وتشكل قيمة الصادرات الكندية ما نسبته 81% من اجمالي صادراته الكلية في سنة 2022.
وبلغت الصادرات الأمريكية إلى المكسيك 362 مليون دولار مقابل 493 مليار دولار صادرات المكسيك الى إميركا، وتشكل قيمة الصادرات المكسيكية الى اميركا ما نسبته 78% من الصادرات الكلية.
وتبين النسب الصادرات لكل من كندا والمكسيك وأهمية السوق الأمريكي لاقتصادهما، وبخاصة إذا ما لاحظنا أن نسبة صادرات أميركا إلى كل من كندا والمكسيك تبلغ فقط 33% من اجمالي صادراتها.
واشير إلى أن العلاقات التجارية بين الثلاث دول أمريكا وكندا والمكسيك تربطهما اتفاقية تجارة تمت على عهد إدارة ترامب الاولى بعد تعديلها.
واذا ما نظرنا الى ان اولى اولويات الناخب الامريكي هو وقف تدفق تهريب المخدرات الى اميركا وهذا هي نتائج اولى قرارات ترامب.
هذه مؤشرات سياسة ترامب لفهمها تمهيداً لفهم اهم في سياسة ترامب اتجاه الشرق الاوسط ، وهل شعار ترامب امريكا واسرائيل اولاً في جزئنا الثاني ان شاء الله سنحاول فهم السياسة القادمة.
والمحطة الاولى فيه هو لقاء الملك عبد الله الثاني المهم مع ترامب بناء على دعوة رسمية من البيت الابيض.