في البدء.. ان الأردن.. الأرض المباركة، التي تضم في أحضانها.. عدداً من الأنبياء والشهداء.. وهذا البلد.. "المملكة الأردنية الهاشمية"، التي يفيء إليها "الملهوف" و"الخائف" و"اللاجىء".. هذا الحمى الهاشمي إستقبل ويستقبل منذ فجر تأسيس الدولة الفتية الجميع.. بالغوث المعهود.. وتقاسم أهله.. الماء والطعام مع من فاء إليهم، وإستظل بظلال دولتهم..
ولا شك الدولة الأردنية.. "المستقرة الآمنة".. وسط حالة إقليمية ودولية "مضطربة" حتما تؤثر على أحوال الأردن والأردنيين، فحرب الإبادة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، تأثر بلدنا بها، لكنه أبدا لم ولن يتخلى عن دوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، بشتى السبل، وبكافة الإمكانيات المتاحة.. في جميع المحافل الدولية.. لم ولن يدخر هذا البلد.. بقيادته ومفاصله وشعبه جهدا، في تقديم العون المتدفق لأهلنا في فلسطين المحتلة.. فالأردن الذي يسعى دوما لتأمين متطلبات إدامة الحياة.. من دواء وغذاء ومستشفيات ميدانية داخل الضفة والقطاع.. لأن الأردن "القوي" هو الأقدر على مساندة الشعب الفلسطيني في محنته..
وفى هذا الاتجاه.. وبعيدا عن أقاويل التهجير القسري.. الأردن القوي يواجه بمؤسساته ووعى شعبه، وتمسكهم بوحدتهم الوطنية وبدعم دولتهم وتصديهم الحاسم لكل من يحاول العبث بالنسيج الأردني الواحد بإشعال الفتنة وإحداث إنقسام وصناعة فجوة.. "لا سمح الله".. لأن تحت راية الملك عبدالله الثاني.. يعيش الجميع.. بمحبة وإخاء.. عائلة واحدة يجمعها الهواء الهاشمي النقي.. وأن المواطن الأردني قد أثبت في أكثر من موقف أنه على ثقة بدولته ووطنه وجيشه وأجهزته الأمنية..
على كل الأحوال.. لا يمكن للمواطن هنا ان يقع بـ"مطبات" و"فخاخ" مروجي الفتن والاشاعات.. لما لديه من منسوب عال من العلم والثقافة، وقبل ذلك الثقة والإنتماء، وكل ذلك من شأنه أن يفوت الفرصة على من يلعب على وتر السلم المجتمعي و العبث بالنسيج الاجتماعي الأردني والوحدة الوطنية، والنيل من عزيمة الشعب الواحد وتلاحمه، الذي سيبقى كما هو على الدوام.. نسيجا واحدا متعاضدا يقظا.. يخرج من كل التحديات أكثر قوة وعزيمة.. يقف صفا واحدا منيعا بوجه كل قوى الشر والضلال.. فالحفاظ على الوحدة الوطنية، هي مسؤولية جماعية، يتحملها كل من يعيش فوق هذه الأرض الطيبة.. وكما قال ويقول دوما جلالة الملك: "أن وحدتنا الوطنية خط أحمر لن نسمح لأي كان العبث بها"..
عموما.. حمى الله الأردن.. ودعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام تلهج به قلوب الأردنيين قبل السنتهم: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ».. اللهم آمين يا رب العالمين.