وليُّ العهدِ في «دافوس».. الشبابُ نفطٌ لا يــنـضـبُ
الأحد-2025-01-26 01:45 pm
جفرا نيوز -
كتب - مصطفى الريالات
لا شكَّ أنَّ مشاركةَ سموِّ الأميرِ الحسينِ بنِ عبداللهِ الثاني، وليِّ العهدِ، في المنتدى الاقتصاديِّ العالميِّ في دافوس، ممثِّلاً للملكِ عبداللهِ الثاني، حملتْ رسائلَ مهمةً حول دورِ الشبابِ في الاقتصادِ المستقبليِّ، وأهميةِ تطويرِ المهاراتِ، وتعزيزِ التعاونِ الدوليِّ لمواجهةِ التحدياتِ العالميةِ، ولكنها أيضًا أظهرتِ المملكةَ كلاعبٍ رئيسٍ في المشهدِ الإقليميِّ والدوليِّ، في وقتٍ بالغِ التعقيدِ والحساسيةِ.
في خطابِهِ خلالَ المؤتمرِ، ركَّزَ سموُّ وليِّ العهدِ على ضرورةِ الاستثمارِ في الشبابِ، كركيزةٍ أساسيةٍ للتنميةِ المستدامةِ، مؤكِّدًا أنَّ الدولَ التي تسعى للنهوضِ باقتصاداتِها يجبُ أن تركِّزَ على تطويرِ المهاراتِ، خاصةً في ظلِّ التحوُّلاتِ السريعةِ التي يشهدُها سوقُ العملِ نتيجةَ الثورةِ التكنولوجيةِ والذكاءِ الاصطناعيِّ.
وتأتي مشاركةُ وليِّ العهدِ في إطارِ جهودِ المملكةِ للاستفادةِ من المنصاتِ العالميةِ لطرحِ رؤاها وتوسيعِ نطاقِ التعاونِ مع مختلفِ الجهاتِ الفاعلةِ في الاقتصادِ العالميِّ.
وربطَ وليُّ العهدِ تعزيزَ قدراتِ الشبابِ على الإبداعِ والمساهمةِ الفاعلةِ في مجتمعاتِهم بتوفيرِ بيئةٍ داعمةٍ لهم من خلالِ التعليمِ والتأهيلِ. وفي الخطابِ أكَّدَ سموُّه أهميةَ التعاونِ الدوليِّ، بوصفِهِ سبيلًا آمنًا وسريعًا لمواجهةِ سيلِ التحدياتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ العالميةِ.
بالنسبةِ للأميرِ الشابِّ فإنَّ الأزماتِ المتلاحقةَ، من تغيُّرِ المناخِ إلى جانبِ الأزماتِ الاقتصاديةِ، تتطلبُ نهجًا مشتركًا يعزِّزُ التكاملَ بين الدولِ، معوِّلاً على إشراكِ الدولِ الناميةِ في القراراتِ الاقتصاديةِ العالميةِ لضمانِ تحقيقِ تنميةٍ شاملةٍ ومستدامةٍ.
على هامشِ المؤتمرِ أجرى وليُّ العهدِ لقاءاتٍ لتعزيزِ الشراكاتِ والتعاونِ مع عددٍ من القادةِ والمسؤولينَ، كان أبرزُها لقاءُه مع رئيسِ حكومةِ إقليمِ كردستانَ مسرور بارزاني، حيثُ بحثا سُبلَ تعزيزِ التعاونِ بين الأردنِّ والإقليمِ في مختلفِ المجالاتِ، إضافةً إلى لقاءٍ مع الرئيسِ السنغافوريِّ ثارمان شانموجاراتنام، والذي ناقشَ معه فرصَ تعزيزِ الشراكةِ الاقتصاديةِ والتكنولوجيةِ بين البلدينِ.
نعم، من دافوسَ، ظهرَ الأردنُّ لاعبًا رئيسًا في المشهدِ العالميِّ، إذ عكستْ مشاركةُ وليِّ العهدِ في المنتدى الاقتصاديِّ العالميِّ توجُّهَ الأردنِّ لتعزيزِ حضورِهِ على الساحةِ الدوليةِ، خاصةً في القضايا المتعلقةِ بالتنميةِ الاقتصاديةِ وتمكينِ الشبابِ.
بقي أن نقولَ، إنَّ خطابَ وليِّ العهدِ حملَ ومن دافوسَ دلالاتٍ واضحةً على التزامِ الأردنِّ بتطويرِ قدراتِهِ الاقتصاديةِ عبرَ الاستثمارِ في الشبابِ وتعزيزِ التعاونِ الدوليِّ. كما تؤكِّدُ لقاءاتُهُ الثنائيةُ أهميةَ الشراكاتِ الاستراتيجيةِ في مواجهةِ التحدياتِ العالميةِ؛ ما يعزِّزُ دورَ المملكةِ كلاعبٍ مؤثِّرٍ في المشهدِ الإقليميِّ والدوليِّ.