جفرا نيوز - فرح سمحان
عجيب أن يستند تقرير مركز الحياة - "راصد" المعروف عنه الشمولية وعدم الانحياز بعد 100 يوم على تشكيل حكومة جعفر حسان، على الإيجابية المطلقة والأرقام المتواضعة، التي وصفها مختصون ومطلعون؛ أنها "منحازة" ولم تصف ما قدمته الحكومة من قرارات، أو في علاقتها مع النواب والأحزاب كما يجب.
"جفرا نيوز" تابعت مع مصادرها آلية استطلاع "راصد" لآراء الأحزاب بشأن أداء حكومة حسان، والواضح أن بعض الأحزاب لم يعجبها الاستبيان الذي أرسله المركز لهم ، إذ وصفوه "بالعشوائي وغير المقنع"، معتبرين أن "راصد" الذي أعد تقريره بعد 100 يوم من تشكيل الحكومة، كان الأجدر أن يركز على أمور مهمة وحساسة أكثر، أبرزها علاقة الحكومة مع الأحزاب "معارضة وموالاة"، والأحزاب التي أظهرت هشاشتها بعد الانتخابات، ما بين استقالات وقرارت فصل وغيرها.
الجانب الآخر في تقرير "راصد" الذي أظهر التشوه الحاصل ، هو أسماء الوزراء الذي يرى أنهم الأكثر نشاطًا في الميدان، إذ يقول التقرير "ضمنيًا" إن وزير الثقافة مصطفى الرواشدة أنشط بالميدان من وزير الداخلية مازن الفراية الذي غاب عن التقرير ، هذا كمثال وليس بصدد تلميع أو تنجيم الفراية، فيما اعتبر أن وزير الصحة فراس الهواري "نشيط ميدانيًا" وهو كل زيارته عبارة عن تنفيذ لتوجيهات الرئيس وليس من تلقاء نفسه، وهذا ما نسميه "رفع العتب"، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، أين نتائج كل الزيارات الميدانية للوزراء الذي يرى مركز الحياة أنهم الأنشط في جولاتهم؟
"راصد" أخفق هذه المرة بتركيزه على الإيجابيات مقابل صفر سلبيات ، كان يجب أن تُذكر صراحة حتى يتم تصويبها أو على الأقل حتى لا يقال إن الحيادية مفقودة، ثم غاب عن أرقام التقرير التزام الوزراء بجلسات قانون الموازنة العامة وغيرها، ومدى استجابتهم لملاحظات وأسئلة النواب، حتى بدا للمطلع على التقرير أنه "ترقيع وتطبيل" للحكومة، وإظهارها أنها الحكومة الوردية التي لا تخطأ، بالمحصلة الإيجابية المفرطة إذا زادت عن حدها تتحول إلى تشكيك بالمصداقية والحيادية، وهذا ما حصل مع "راصد" في تقريره الذي صدر أمس .