النسخة الكاملة

هل نبارك اليوم لرئيس لبناني جديد ؟

الخميس-2025-01-09 10:46 am
جفرا نيوز -
عوني الداوود

لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية لانتخاب رئيس جديد، فهل نبارك اليوم لرئيس جديد للبنان يبشّر بمرحلة جديدة طال انتظارها من أجل عودة استقرار لبنان والبدء بإعادة الحياة الى هذا البلد الذي لطالما كان رمزا للحياة والجمال والازدهار، وهو اليوم يعاني من ويلات حروب امتدت لعقود من الزمن، كان آخرها، العدوان الاسرائيلي على الجنوب تحديدا، ولبنان عموما.

لبنان، ومنذ استقلاله بعد الانتداب الفرنسي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1943(أي منذ أكثر من 81 عاما على استقلاله) لم تكن عملية تسلّم أو تسليم الرئاسة عملية سلسة بين رؤساء الجمهورية، وكانت هناك عوامل داخلية وخارجية تحول دون ذلك، وتؤدي غالبا الى فراغ رئاسي أو تمديد ولايات الرؤساء أو انتخاب قادة جيش.

الاستحقاق الرئاسي اليوم، الذي حدّد موعده رئيس مجلس النواب نبيه بري(9 يناير / كانون الثاني 2025) بعد أقل من 24 ساعة على اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وقف اطلاق النار مع حزب الله في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يشكّل فرصة مهمة جدا في ظروف وتداعيات اقليمية، وتوقيت يشكّل أرضية مواتية لانتخاب رئيس جديد، ومستجدات في مقدمتها : وقف اطلاق النار مع اسرائيل، وسقوط نظام الاسد في سوريا، وقرب تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية (بعد 11 يوما)..وكل هذه ظروف تساعد على إزالة كثير من المعوقات و«المعطّلات» التي كانت تحول دون انتخاب رئيس جديد منذ نحو 3 سنوات.

لبنان اليوم، بحاجة لرئيس قويّ وقادر على البدء بإعادة الأمن والأمان والاستقرار، والبدء بمشاريع إعادة الاعمار،بل وإعادة الحياة بكل تفاصيلها المعيشية والخدماتية والاقتصادية .. وقبل كل ذلك، حفظ الامن وإعادة انتشار الجيش اللبناني والاشراف على تنفيذ القرارات الدولية، وتحديدا القرار (1701).

لبنان اليوم، أمام فرصة لانتخاب رئيس للسنوات الـ 6 القادمة، يحظى بدعم دولي وتوافق لبناني داخلي يعينه على أداء مهامّه في هذا الظرف الاستثنائي. وقد شهدت الأيام الماضية حراكا داخليا شارك فيه مبعوثو دول في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، للدفع بقوة من أجل انتخاب رئيس جديد للبنان، وتحديدا قائد الجيش العماد جوزيف عون، والذي يحظى بدعم هذه الدول الثلاث وغيرها.. وذلك لعدة اعتبارات يتقدمها الحاجة لرئيس بمواصفات أمنية عسكرية في هذه المرحلة كأولوية على مرشحين بمواصفات اقتصادية يتقدمهم جهاد أزعور وسمير عساف، وكلاهما يحظيان بثقة منظمات اقتصادية عالمية على خلفية عملهما مع صندوق النقد الدولي، اضافة لمرشحين آخرين منهم اللواء الياس البيسري وزياد بارود ونعمت فريم ..وغيرهم .
أنظار العالم تتجه اليوم نحو مجلس النواب اللبناني، بانتظار ما يقرره 126 نائبا سيحددون اسم الرئيس الجديد للبنان، من خلال منحهم أحد المرشحين 86 صوتا من الجولة الاولى(ثلثا الاصوات)، أو 65 صوتا (الاغلبية المطلقة) في الجولات الثانية وما بعدها..وفي حال عدم الحسم سيتم تمديد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس.

استقرار لبنان وأمنها مصلحة أردنية كما هي مصلحة لبنانية وعربية، وعلاقة الاردن مع لبنان تاريخية وعلى جميع المستويات، وانتخاب رئيس جديد لها اليوم (كما نتمنى) يفتح أبواب الامل( خصوصا) مع إعادة فتح المعابر بين الاردن وسوريا وصولا الى لبنان، مما يعني الأمل بعودة التبادل التجاري بين الاردن ولبنان الى ما كان عليه قبل الازمة السورية، حين كان التبادل التجاري يصل لنحو نصف مليار دولار سنويا، ويعني التطلع لمساهمة الاردن في إعادة إعمار لبنان - كما سوريا - ويعني سرعة بدء مشاريع إيصال الكهرباء الاردنية الى طرابلس في لبنان عبر الاراضي السورية.. وغيرها .. ويبقى الأهم من كل ذلك ، أن الاردن معنيّ تماما بأمن واستقرار لبنان وسلامة شعبه العظيم.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير