النسخة الكاملة

الصرخة

الإثنين-2024-12-30 10:57 am
جفرا نيوز -
نسيم عنيزات 

هل علينا ان نصرخ من الألم حتى سيمع صوتنا ونتوسل عبر صفحات السوشال ميديا لنلفت الأنظار إلى اوجاعنا؟

إلى متى سنبقى على هذا الحال نسير على نفس الموال كالمثل التركي « الطفل الذي لا يصرخ لا يعطى الحليب «؟

فاذا أردت موعدا لدى طبيب او صورة أشعة، او تحليلا في مختبر ، او اجراء عملية جراحية في مستشفى حكومي عليك الانتظار أسابيع وشهورا ليستفحل الامر بعدها ويزداد المرض سوءا، هذا اذا لم يكن لديك واسطة او من يحمل وجعك عبر صفحات التواصل الاجتماعي ممن لديهم معجبون او متابعون، عندها فقط قد تنقلب الامور رأسا على عقب، وتتغير الامور لتصبح أكثر سهولة وأقل تعقيدا.

وهذ الحال لا ينطبق على الصحة وحدها بل على معظم القطاعات ويعاني منه فئات مجتمعية تم تهميشها لتصبح في عالم النسيان تعاني الفقر والمرض والعوز دون أدنى اهتمام.

فكل يوم نسمع عن فنان ومثقف ومهندس لا بل مجتمع يصرخ، لعل من يسمع صوته ويقض حاجته، لكن هيهات في ظروف تزداد تعقيدا وتشابكا كل يوم.

وهذا الوضع لا يتحمل مسؤوليته الموظف العام الذي يتصرف ضمن الظروف المحيطة والإمكانيات المتاحة، كما لا تتحمله الحكومة الحالية التي لم يمض على تشكيلها أربعة شهور وارثة أكواما من الملفات وحكايات غير مكتملة كما ورثتها التي قبلها من التي سبقتها بل هي نتيجة تراكمات وغياب الرؤية وانعدام استراتيجية وطنية ملزمة للتنفيذ بغض النظر عن شخوصها.

وان نبتعد عن أسلوب الفزعة والعمل بناء على ردات الفعل سعيا للشعبوية وتكسير من سبقونا.

وعلينا الاستفادة من التجارب والابتعاد كل البعد عن المكاسرة و التصيد للاخطاء.

فمان ان تجلس حكومة تبدأ الصالونات بنبش دفاتر قديمة ومهترئة، لا تفيد الوطن بشيء الا اللهم الاعاقة وتعطل الإنجاز وبحثا عن مكتسبات شخصية او تخليصا للدين وحساب قديم .

في حين تبدأ هي بفتح ملفات من سبقتها تصيدا للاخطاء وبحثا عن طريق اخر قد يغير المسار ويكون أكثر بعدا وتكلفة ووضع كل الخطط والاستراتيجيات في المستودعات لتبدأ بعدها اللجان بإعداد خطط جديدة تنتهي مع نهاية مدتها لنعود بعدها الى بداية الطريق ونبدأ معها عملية البحث فنكون لا انجزنا هذا ولا انهينا ذلك اي لا طولنا بلح اليمن ولا عنب الشام.

ان هذا الوضع لم يعد مجديا واذا استمررنا على حاله فلن نصل معه إلى حل نافع وشافٍ.

فنحن بحاجة إلى مشروع وطني واستراتيجية شاملة تتبناها الحكومة ضمن مدة زمنية محددة يتم رصد الأموال الكافية لانجازه دون ان نشتت أفكارنا ونعمل بالقطعة بمعنى سلك حالك هنا ودبر حالك هناك بمبالغ لا تكفي هذا ولا تسد رمق ذلك لنبقى بعدها ندور بنفس المدار كانك يا ابو زيد ما غزيت.

فهل سنشهد ونحن على أبواب عام جديد ومجلس نواب وحكومة جديدين يعملون على مناقشة وإقرار مشروع قانون الموازنة العامة آلية جديدة تراعي الوقت قبل ان يخطفنا كما المرات السابقة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير