النسخة الكاملة

يا رئيس الوزراء.. القلوب موجوعة وملامح الناس شاحبة

الأربعاء-2024-12-25 02:44 pm
جفرا نيوز -
يحيى الحموري

إليك نتوجه بحديث القلوب الموجوعة، تلك التي لم تعد قادرة على حمل أوجاعها وصبرها الذي بات أثقل من جبال الأرض. فها هو الأردني ،  ينزف وجعاً، ويمضي أيامه بين قسوة العيش وضيق الحال، وقد أعيته الحياة، لا لأنه قاصرٌ عن الكفاح، بل لأن من تولوا أمره قد خذلوه، وأهملوا أمانتهم، وتركوه وحيداً يواجه قسوة الدنيا. 

يا رئيس الوزراء،،، نخاطب فيك النَّبض الحيّ، الذي تردد بين أروقة الوطن يوماً: "إن كرامة الإنسان هي جوهر الدولة”، فهل رأيت اليوم يا رئيس الوزراء ما آلت إليه هذه الكرامة؟ وهل بلغك ما يُثقِل ظهور الأبرياء، وما يُطفئ ضوء أعين الأطفال، وما يُرغم الرجال على كسر هاماتهم تحت وطأة الحاجة؟

يا رئيس الوزراء، الوطن يبكي والناس تصرخ في الصمت.
إن هذا الوطن ، الذي أضاءته أيادي الأجداد، باتت ملامحه شاحبة، وأركانه مهددة بأصوات الوجع. تئن الجبال تحت وطأة الغدر، وتبكي السهول على خُضرتها التي طمستها يدٌ لا تعرف الرحمة. إن الشعب يبيت تحت سماءٍ موحشة، لا يسمع فيها سوى صدى الشكاوى المنكسرة، ولا يرى إلا أرواحاً تهيم في قفار البؤس.

يا دولة الرئيس ، الفساد أكل جسد البلاد.
إنها مأساة، ليست ككل المآسي. إنها مأساة وطن أُثقل بالفاسدين، أولئك الذين يتلونون بألف وجه، ويتحدثون بلسان الوُد وهم يطعنون الوطن من الخلف. هؤلاء يا دولة الرئيس، لا وطن لهم سوى حساباتٍ مصرفية في بلاد الغربة، ولا هَمَّ لهم إلا أن يملؤوا بطونهم من جوع شعب يئن، ويرفعوا قصورهم على أنقاض أحلامه.

يا دولة الرئيس ، هؤلاء خونة الأمانة، يتحدثون بلسان الإصلاح، وهم صُنّاع الخراب. باسم الوطن سرقوا خبزه، وباسم الشعب نهبوا أرزاقه، وباسم المصلحة العامة استباحوا كل خصوصية. ألا ترى يا رئيس الوزراء أن الوقت قد حان لقطع دابرهم؟ ألا ترى أن هذه الأرض لا تستحق أن يُطأ ترابها بأقدامهم؟

يا دولة الرئيس ، القلوب أضناها الصبر.
لقد صبر الشعب، لكن للصبر حدوداً لا يجاوزها إلا القهر. إنهم اليوم يقفون على شفا حفرةٍ من اليأس، يصرخون من أعماق قلوبهم التي مزقتها الحاجة، وينادونك بلسان العاجز، علَّك تسمع النداء قبل أن يضيع في أودية النسيان. إنهم لا يريدون إلا العدل، ولا يطلبون إلا كرامةً تحفظ ماء وجوههم.

الشعب أمانة في عنقك،
إنهم  أمانةٌ حملتها يوم أقسمت أن تصون العدل، وتُقيم القسط، وتكون حامياً للضعيف قبل القوي. اليوم ، هم في انتظارك. ينتظرون أن تُطهر البلاد من دنس الفاسدين، أن تعيد لهذا الوطن كرامته، أن ترسم لهم ملامح غدٍ لا ينحني فيه الظهر إلا للسجود.

دعوا الأوطان تُشرق بالعدل.
نحن لا نطلب منك  أن تعيد إلى هذا الشعب ثرواته التي نهبها الفاسدون وحولوها إلى رماد. نحن نطلب أن تعيد إليهم الثقة، الأمل، واليقين بأن هذا الوطن لهم، وأن فيه مكاناً للعدل والرحمة.

إن المنافقين حولك يادولة الرئيس كُثر، والناصحين الصادقين قلّة. أولئك الذين يتزينون بالكلمات المعسولة، ويخفون تحتها خناجر الغدر. لا تثق بمن باعوا ضميرهم، فهم أول من يهرب حين تحين ساعة المواجهة، وأول من يتخلى عنك إذا اشتدت الخطوب
،
ابتعد عن أولئك المتلونين يادولة الرئيس ، فهم أول من سيبيعك عند اشتداد العواصف. ثِق بأبناء الوطن الحقيقيين، أولئك الذين يزرعون الأرض بعرقهم، ويبنون المستقبل بحبهم، ويغرسون قيم الإخلاص في قلوب أطفالهم.

إن كلماتنا هذه ليست إلا نبضاً من وجدانهم، فلا تخذلهم، ولا تدع دموعهم تضيع بلا معنى.
إن الوطن لا يُبنى على الدموع، ولا يزهر بالأحزان. الوطن يحتاج ليدٍ حازمة تقطع الفساد من جذوره، ويدٍ حانية تمسح على رؤوس المنكسرين. عاش الوطن شامخاً بأبنائه، قوياً بعدله، كريماً بأرضه. 
والله ولي التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير