جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
إن الحراك الدبلوماسي والاشتباك السياسي الذي تشهده سوريا بعد سقوط نظام الأسد، يؤشر إلى توافق عالمي ورغبة دولية باستقرارها ومنعها من الذهاب إلى منحى الفوضى او السير الى نموذج غامض.
فما ان هرب الاسد خارج بلاده، وبعد ايام قليلة اصبحت العاصمة السورية محجا للدبلوماسية الدولية، وتحول قائد العمليات السياسية فيها احمد الشرع إلى شخصية تتصدر نشرات الاخبار عبر محطات التلفزة والاذاعات العالمية.
وبعد ان كان يتصدر قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية فانه الان يجلس مع دبلوماسييها ومبعوثيها على نفس الطاولة للتباحث حول مستقبل سوريا، وإيجاد قاعدة مشتركة على قاعدة المصالح والنفوذ طبعا.
مما يفسر ان سوريا نحو نموذج جديد ومختلف عما خلفه الربيع العربي في بعض الدول العربية من فوضى وذلك برغبة دولية.
ويعود هذا الامر إلى أن اللاعبين الأساسيين في الملف السوري معنيون بالامن والاستقرار ونزع السلاح من الفصائل والسير في ركبها حفاظا على أمنها ومصالحها، لان عكس ذلك ستحرق بنارها وتتأثر من اية نزاعات او غياب اي توافقات وانسجامات وهنا نقصد تركيا.
و تمكنت تركيا من مسك جميع خيوط الأزمة السورية بيدها بعد تحييد لاعبين مهمين كان لهم دور ونفوذ في سوريا خاصة روسيا وايران من خلال صفقات ووعود، مما يحد من اية تدخلات خارجية وكثرة الطباخين ومنع اشتعال النزاعات خاصة وان اللاعب الرئيس واحد يدير العملية طبقا لمصالحه، لكن بالتنسيق مع القوى المؤثرة الذي يبدو انه حصل على الضوء الأخضر مسبقا شريطة ضمان مصالحها ونفوذها.
فما يعني الأتراك عودة اللاجئين السوريين والحد من نشاط « قسد» المدعومين أمريكيا وتسليم اسلحتهم للدولة الجديدة حتى لا يشكلوا اي تهديد لهم في المستقبل.
في حين أن دول الجوار معينة ايضا بمصالحها ومحاربة الارهاب وبؤره وجعل السلاح بيد الدولة وحدها، لضمان حرية الحركة التجارية وعودة اللاجئين.
أما دولة الاحتلال التي دمرت أكثر من 80% من الترسانة السورية ضمنت أبعاد اي دور او نفوذ إيراني في سوريا ، معنية بالاستقرار أيضا.
أما نحن في الأردن فكنا وما زالنا نؤكد على وحدة واستقرار سوريا وضمان عودة آمنة للاجئين وعدم تكرار التجارب السابقة في بعض دول المنطقة وانتشار الفصائل المسلحة وعدم قدرة الدولة على بسط نفوذها وسيطرتها على أراضيها كافة.
فالعالم ودول المنطقة جميعا معنية باستقرار الأوضاع في سوريا حفاظا على مصالحها ورغبة في تحقيق أهدافها او البحث عن موضع قدم لها في سوريا.
لهذه الأسباب كلها فإننا نحو سوريا بنسخة جديدة دون فوضى او ميليشيات متنازعة كما حدث في بعض الدول.