النظر الى واقع الحال

النائب السابق المهندس عطا إبداح 

النظر إلى واقع الحال و حال القراءة للمحاور التحديثة التي اشار اليها جلالة الملك نجد ان مزيد من التمعن و التروي بات مطلبا ملحا بما يكفل الوصول لصياغة حقيقية قادرة على تنفيذ رؤى جلالته التي شكلت لبنة اساسية ننطلق منها بما يخدم الوطن و المواطن 

فهي رؤى مستنيرة وثاقبة تنهض وترتقي وتعالج كل التراكمات المزمنة في تاريخ وطننا الحبيب مؤكدين أن تبقى تلك الرؤى الملكية مسيرة في التحديث المقبل لعديد من الثوابت الوطنية الراسخة في وجدان كل اردني .

و علينا جميعا ان نتبنى وندعم وننخرط ، وعلى كافة المستويات والمواقع في السير قدما لدعم تلك المسيرة الوطنية الإصلاحية .

ومن باب النصح والحرص على المصلحة الوطنية يجب الاشارة الى ان مسيرة الأحزاب الوليدة حديثا التي يقع لزاما عليها تعزيز المشاركة السياسية عبر صياغة فكر مستنير وبرامج واضحة و رؤية وطنية تسهم ببناء الأردن الانموذج القادر على التعاطي مع المشهد الوطني بامتياز ، واضعين باعتبارنا انها ما زالت قيد التطور و التجذر بما يكفل اشتباكها مع القواعد الشعبية .

لأن معظم اعضاء تلك الأحزاب لازالوا بطور النماء الفكري فعدد منهم غير متشربين بأفكار وبرامج الأحزاب بل الأنظار تتجه نحو المواقع المتقدمة في الدولة على قاعدة الهبوط بالمظليات لتلك المواقع وتوزيع المغانم عبر الأحزاب ،واذا توقفت الحصص من الغنيمة أدار بعضهم ظهورهم للدولة بل واصبحوا منتقديها .

وكذلك كان تشكيل الكتل الانتخابية الحزبية وترتيب أعضاءها في الغرف المظلمة وعلى أساس معيار الإمكانيات المادية وغيرها و التي تكشفت مخرجاتها فيما بعد ، فالأردن دولة كبيرة بشخوصها و تكبر يوما بعد يوم بجهود مليكها الذي يؤكد دوما بأنه الأقرب لنا و الاقدر على تعزيز نماءنا ،و هو المطالب دوما بعمل جماعي يكفل النهوض بمحاور الاقتصاد و الإدارة و محاربة الفساد و الترهل أينما وجد .

إن الوصول لذاك المستقبل المثمر بالعطاء ليس بالأمر الصعب فنحن قادرون و متمكنون إن نحن ابتعدنا عن المصالح الفردية و ذهبنا نحو الوطن الواحد ،فدعونا من الأنانية و لنذهب بركب واحد موحد خلف قيادتنا التي تعطينا كل يوم خطة عمل واضحة قادرة و مقتدرة بتوجيهاته السامية .