جفرا نيوز - يحيى الحموري
اليوم تنفض سوريا عن كاهلها غبار الطغيان الذي استبدّ بها لعقود، وتسطر بدماء أبنائها مشهداً لم يُرَ له مثيل في التاريخ الحديث. شوارعها تفيض بالأهازيج، سماؤها تصدح بالتكبير، وأرضها ترتجّ بصيحات النصر. إنه يوم الخلاص، يوم اقتلاع جذور الاستبداد من أرض أرّقها نظامٌ عفنٌ أمعن في قهرها.
لقد مضى زمن "حافظ” الذي قتل الآباء، وزمن "بشار” الذي أباد الأبناء، وها هم الأحفاد يرفعون رايات الحرية، يمسحون الدماء عن وجوه وطنهم الذي دُمِّر بفعل أيدي الظالمين. إنه يوم القصاص من عصابةٍ لم تترك سبيلاً إلا وسلكته لإذلال الشعب، من القتل إلى التهجير، من التجويع إلى السجن، من النهب إلى تشويه الكرامة.
بشار وأركان حكمه البائد ليسوا سوى أسماءٍ ستُلعن على ألسنة الأجيال القادمة، طغاة لفظهم التاريخ إلى مزابله. إنهم خونة الوطن، من استبدلوا بناءه بتدميره، ومن أطفأوا نور حضارته بنار جهلهم.
سوريا اليوم تُعيد كتابة قدرها، تفكّ أغلالها، وتمحو عار الطغيان. الثورة ليست مجرد انتصار عسكري، بل هي انتصار للإنسان على سجّانيه، للحياة على الموت، للكرامة على الإذلال. الشعب السوري يثبت اليوم أنه عصيٌ على الانكسار، وأنه، مهما طال ليل الظلم، لا بد أن يبزغ فجر العدالة.
فليذهب الطغاة إلى الجحيم، وليُرفع اسم سوريا في عنان السماء… وطن الحرية، وطن الأبطال.