حسان ومدرسة كعب بن عمير في غور الصافي

محمد العشيبات 

جاء اختيار دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بأن تكون الأغوار الجنوبية ضمن المحطات الأولى للحكومة في الزيارات الميدانية مبادرة يشكر عليها الرئيس القادم من القصر الملكي، ويعرف جيدًا أن الأغوار قد ظُلمتُ عبر السنوات السابقة من غياب المشاريع والتنمية في منطقة ما زالت تسجل بأنها من أفقر المدن والقرى الأردنية.

كانت مدرسة كعب بن عمير في غور الصافي، التي يدرس فيها أكثر من ٨٥٠ طالب، أغلبهم ينتمون لأسر فقيرة، تعتبر واحدة من عشرات المدارس التي هي بحاجة إلى مبادرات لصيانة وتحسين البيئة التعليمية داخل وخارج الغرفة الصفية في منطقة تصل فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، نشهد فيها تغيرًا مناخيًا يؤثر على مستوى ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.

ولكن لا يعلم الرئيس أن أغلب الطلبة في الغرف الصفية التي تجول فيها ما زالت أسرهم تقطن في بيوت منذ 20 عامًا على أراضٍ للدولة بطرق عشوائية، ولا تصلها الخدمات من مياه وكهرباء. وكانت أمنياتهم أن تحظى بيوتهم بزيارة من دولة الرئيس القادم من القصر الملكي لتغيير أحوال أسرهم المتهالكة منذ نشأتهم في الحياة، ولا يعلم الرئيس أن هناك مئات الطلبة في مدارس الأغوار الجنوبية لا تتجاوز أمنياتهم مساحة بيوتهم المتهالكة من حرارة الصيف ومعاناة الفقر والحرمان بأن يتم إعادة الكهرباء إلى منازلهم التي انقطعت عنها بعد تراكم قيمة الفواتير وعدم مقدرة ذويهم دفعها، وأغلبهم يعملون بالأجر اليومي في المزارع أو يتقاضون من صندوق المعونة الوطنية.

كنا نتمنى من الرئيس الذي بدأ أول زيارته الميدانية للأغوار الجنوبية وتلها زيارة بأقل من شهرين الاستماع للسكان في الأغوار بكافة مستوياتهم مزارعين وأطباء ومهندسين وشباب ونساء وعاملين في القطاع الاجتماعي والخدماتي، وتشكيل لجنة منهم للوقوف والمتابعة ووضع خطة عمل لحل مشاكل المنطقة التي تعاني من التهميش والإقصاء منذ سنوات دون أي خطط لتحسين الواقع المرير للمنطقة.

وأخيراً، شكراً دولة الرئيس على اختيار الأغوار الجنوبية كأول محطات زيارتك الميدانية لتفقد والوقوف على مشاكل واحتياجات الأردنيين وتحقيق أمنيات الطلبة الذين يعيشون في ظروف قاسية في منطقة ما زالت تسجل الأفقر على مستوى محافظات وقرى المملكة.