النسخة الكاملة

الأردن وما سيكون في سوريا

الثلاثاء-2024-12-10 10:51 am
جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي

يدرك الأردن بوضوح أين مكانه ومساحته فيما يحدث على الأراضي السورية، مقدما موقفه بكل موضوعية وهو يعي جيدا أن لسوريا مكانا كبيرا في أجنداته، والعالم كافة يعلم جيدا ما قدمه الأردن للأشقاء في سوريا على مدى سنين، علاوة على فتحه أبواب حدوده وأبواب منازل مواطنيه لقرابة مليون و(300) ألف شقيق سوري.

الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اللحظات الأولى للأحداث في سوريا أعلن موقفه يرافقه حالة من المتابعة لتطورات الأوضاع في سوريا الشقيقة، كما أعلن وقوفه مع الشعب السوري الشقيق، واحترام إرادتهم وحقهم في تقرير مستقبلهم، وفي ذلك الثابت الأردني الذي يحترم به خصوصية الدول ويقدم كل ما يحتاجون في حال طلبوا عونا وسندا ليكون أول من يقوم بذلك.

خلال الأيام الثلاثة الماضية، اختلف شكل المنطقة، بأحداث فرضتها الساحة السورية حقيقة غيرت من تفاصيل كثيرة، ولم يبق سوى الثوابت التي تؤسس على الحكمة والعقلانية واحترام إرادة الشعوب، والبقاء على مقربة إنسانية لمن يحتاجها، وفي هذه الجوانب ثبات وثقة بأن القادم أفضل، وبأن السلام هو عنوان لذلك، ما جعل من التعامل مع الأوضاع السورية التي عانت على مدى سنين سريعا أردنيا ومعلنا دون أي حاجة للانتظار او مداراة حتى الأفكار.

للأردن أكثر من جانب له علاقة مباشرة في الأوضاع بالشقيقة سوريا، تكمل دعما قدمه على مدى 13 عاما، دعما ومواقف ثابتة لم يغيرها ويزعزعها أي تحد أو عقبة، فيما سعى الأردن على مدى هذه السنوات لإيجاد حل سلمي لما يحدث في سوريا، والذي بالمناسبة كان يشكل خطرا على الحدود الأردنية السورية، ما يجعل من الحل السياسي هاما أردنيا فأمن سوريا اليوم حقيقة يتطلع له الأردن بأهمية، وكما شدد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أمس على أن «استقرار سوريا وأمنها مصلحة استراتيجية للأردن والمنطقة العربية برمتها»، وفي ذلك جانب مهم الأردن معني به تجنب سوريا الفوضى، والمنطقة.

لقد وصل العنف الذي نال من الأشقاء في سوريا، والاقتتال وانتشار للإرهاب وعصابات المخدرات والتهريب والميليشيات، من الأردن فقد امتدت آثارها للحدود والأراضي الأردنية، وكما قال رئيس الوزراء أمس «امتدت آثارها إلينا في الأردن وتصدت لها قواتنا المسلحة - الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية بكل حزم وعزم واقتدار، والتي ستواصل دورها - كما المعتاد - في حماية أمن الأردن وأبنائه وحفظ مصالحه»، فالواضح بكل ما كان وسيكون أن أمن سوريا الذي يحرص عليه الأردن وبشكل كبير، وحقيقي، سيكون هاما أردنيا، الذي امتدت آثاره لأراضيه على مدى سنين، ليواجهه نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية بعيون لا تغفل عن أمن الوطن وسلامة المواطنين.
وكذلك الأردن اليوم معني بملف اللاجئين السوريين حيث استضاف أكثر مليون و(300) الف شقيق سوري على مدى السنوات الماضية، تقاسموا مع المواطنين بحرفية المعنى تفاصيل حياة، ولقمة العيش، بل لقمة الحياة، وترياقها، واليوم ينظر لهم وقد ولد جيل كامل من أبنائهم في الأردن ولا يعرفون من جغرافيا هذا العالم وطنا وحضنا وسندا سوى الأردن بقيادة جلالة الملك الذي طالما وجه بأن يكون للاجئ السوري كل الاهتمام والرعاية، واليوم يقف الأردن أمام هذا الملف مؤكدا على عودتهم الطوعية إلى بلدهم.

قدم الأردن للاجئين السوريين كل ما يستطيع من تعليم وخدمات صحية وعناية ورعاية، وكما قال أمس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغترين أيمن الصفدي «هؤلاء كانوا ضيوفا في الأردن، وحل قضية اللاجئين كما أكدنا دوما هو في عودتهم الطوعية إلى بلدهم»، ما يجعل من أمن سوريا ضرورة ان يعود اللاجئون إلى وطنهم، علاوة على وجود أردنيين في سوريا حاليا، ووفق لما أكده رئيس الوزراء «أن الجهود منصبة على ضمان أمنهم وسلامتهم وتأمين عودتهم»، تفاصيل تجعل من الأردن معنيا بما سيكون سوريا، كما كان معنيا بما كان في سوريا.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير