جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
ما يحدث في سوريا لا يمكن التنبؤ بمآلاته الآن، خاصة ان من يترأس المشهد العملياتي تنظيمات مسلحة، منها من انفصل عن اخرى وأعاد تغيير اسمه دون ان نعرف مصير أفكاره وايدولوجيته، مع غياب التيارات السياسية التي كانت وما زالت بعض قياداتها في الخارج.
وقد تعلمنا من تجارب سابقة كيف اختلفت تلك التنظيمات التي لا تلتقي فكريا حول آلية الإدارة، لان كل منها يتبع ايدولوجية مختلفة، كما يوجد له معلم في الخارج يملي عليه دروسا ويرسم له طريقا مقابل دعمه سياسيا وماليا احيانا.
ومع اننا نتمنى الأمن والاستقرار لسوريا وشعبها الا اننا نرى ان من يعتقد ذلك قريبا فهو واهم، في ظل التعقيدات على الساحة السورية وصراع المصالح وبسط النفوذ ورغبة في عدم الاستقرار من قبل البعض، يضاف الى هذا كله الاطماع الصهيونية التي سارعت إلى احتلال والسيطرة على بعض المناطق بحجة انشاء مناطق عازلة وحماية لأمن إسرائيل،
كما انها اي دولة الاحتلال لم تتوقف عند حد الاحتلال بل ما زالت توجه ضربات عسكرية لمواقع حيوية سورية بما فيها مصانع ومخازن الأسلحة بهدف اضعافها وانهاكها بعد تقسيمها حتى لا يتمكن النظام الجديد من استعادة أراضيه والتسليم بالأمر الواقع.
والغريب في هذا الموضوع اننا لم نسمع اي ردة فعل من المعارضة السورية في الداخل الا بعض الأصوات من الخارج.
لذلك فان ما يجري على الأرض السورية الذي لم يكن صدفة او وليد لحظته كما أشرنا له في مقال سابق، يصب بمصلحة دولة الاحتلال لتحقيق أهدافها وبسط نفوذها، والقضاء على خصومها، خاصة محور المقاومة بعد ضربات موجعة لإيران حدت من قدرتها ومنعتها من القيام باي عمل إزاء التطورات المتسارعة.
اما بالنسبة للأردن الجار الأقرب للدولة السورية والذي يستضيف أكثر من مليون لاجىء على أراضيه فانه لن يكون بعيدا عن التطورات والأحداث السورية لطبيعة العلاقات المتشابكة مع بعض التنظيمات وكذلك المراحل التي مرت بها العلاقة خلال ال12 السنة الماضية بعد اندلاع الثورة السورية.
حيث إن العلاقات لم تكن على ما يرام او كما يطمح لها الأردن بسبب بعض استفزازات النظام السوري ومحاولاته المتكررة لتهريب وإدخال المخدرات إلى الأردن، كما ان عامل الثقة بقي مفقودا خلال هذه الفترة وكانت الاتصالات شبه مقطوعة تقريبا.
مما يعني ان الأردن قد يتأثر إيجابياً في بعض الجوانب خاصة موضوع عودة اللاجئين السوريين الذي نعتقد بأنه سيكون هناك حل لهذا الموضوع الذي تتبناه تركيا صاحبة اليد الطولى مع فصائل المعارضة السورية، والتي سيكون لها -اي تركيا- دور محوري في رسم ملامح المستقبل السوري ولا ننسى ايضا موضوع المخدرات التي قد تختفي بعد زوال حماتها.
كما نعتقد بأن الأردن سيتجنب الاستفزازت الإسرائيلية التي ستبقى مشغولة في الساحة السورية ومجرياتها والابتعاد ولو مؤقتا عن مخطط التهجير بعد ان وجدت ساحة أكثر سهولة.
ونعتقد ايضا بأن الأردن سيلعب دورا مهما في موضوع سوريا وملفها مع بعض الشركاء، باعتباره ثاني أكبر دولة تستضيف لاجئين سوريين على اراضيها و بحكم الجوار وتشابك العلاقات مع بعض الفصائل كما أشرنا سابقا.
ويعتمد ذلك كله على أوراق اللعب لدينا وكيفية استخدامها.