جفرا نيوز -
محمد داودية
العرب خارج قطاع غزة ولبنان، الذين يعدون أية معركة مع الكيان الإسرائيلي نصرًا، لا يدفعون ثمنه الفادح.
والعرب في قطاع غزة ولبنان، الذين يدفعون أفدح الأثمان لا يعدّونه نصرًا.
صحيح ان الاحتلال = المقاومة. وان المقاومة = التضحيات والشهداء والدمار.
والصحيح أن هبّات المقاومة وطوفاناتها لها حسابات وتوقيتات وتحوّطات، ومن سابع المستحيلات، التوفيق بين المقاومة المشروعة المقدسة وبين الحسابات بالدقة التي يرتضيها من يدفعون أفدح الأثمان.
ما دلالة بدء انحسار النفوذ والمشروع الإيراني، وارتداد ظل ملالي طهران عن عواصمنا. وموافقتهم على وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الإسرائيلي، بما يعنيه من اسدال ستار مسرحية «وحدة الساحات» والقطع مع أهلنا في قطاع غزة و «قطعهم» ؟!
هل هو دخان النصر الأبيض ؟!
ثمة بوصلة تعمل في مكان، ولا تعمل في مكان آخر، هي ان كل فصيل يطلق النار على كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو فصيل منتصر.
هذه البوصلة معطلة في قطاع غزة ولبنان، وهما ساحتا الوغى والجحيم والمحرقة.
وتعالوا إلى ما كتبه Dr-Bassam Said من قطاع غزة: (( ظلكو تفرجوا علينا، ياريت تيجوا ليلة فى غزة وتشوفوا الجحيم اللي الناس عايشتوا، وتفاصيل الحياة لما تصحى، وما تلاقى مية تغسل وجهك، أو حمّام تقضي حاجتك فيه، أو تولع ورق كرتون أو حطب تعمل شاي، أو تنسهل بالليل ما تعرف وين تروح. أو تنام جنب المجارى وريحتها اللي فايعة.
هدول أربعمائة يوم مش يومين، خليك من النزوح، وضرب النار من كل صوب، أي هو ظل فى أهل غزة عقل.
الناس تنتظر المعبر ليفتح حتى تهرب من غزة، ليس كُرهًا فى الوطن، بل فيما فعلوه بنا بمغامراتهم.
انتم تتحدثون من أماكنكم الوثيرة والغرف المكيفة، بعيدًا عن قصف الطائرات، ودوي المدافع، وكأنكم تشاهدون مسلسل آكشن.
تعالوا على غزة، قاوموا، حدا مانعكم، بس تعالوا لو يوم واحد فقط فى ظل المجاعة التي نعيش. قرفنا التنظير الكيوت )).
ودائمًا، لا أحد منا يجري الحسابات والمحاسبات الدقيقة، كما يفعل العدو الصهيوني !!