جفرا نيوز -
يواجه الأطفال في سنواتهم الأولى مشاعر تفوق قدرتهم على التحكم، فتخرج، غالبًا، على هيئة تصرفات صعبة كالصراخ أو الضرب.
في مثل هذه اللحظات، يمكن أن نرى التصرف كقمة جبل جليدي يخفي تحته أمواجًا من المشاعر التي تحتاج إلى التنظيم والتوجيه.
لذا، فإن مساعدة الطفل على فهم مشاعره وتنظيمها ليست فقط وسيلة لتحسين سلوكياته، بل هي أيضًا لبنة أساسية في بناء شخصية مستقلة وقوية.
خطوات لتساعد طفلك على تخطي القلق
في هذا المقال نقدم لك مقترحات عملية ستساعد طفلك على التعامل مع مشاعره بطريقة مرتبة أكثر، وتساعده على تجاوز القلق:
1. كن النموذج.. ضبط مشاعرك أولًا
بداية الطريق تبدأ من الأهل. فأنت القائد الذي يستمد منه الطفل القوة والهدوء. عندما تواجه تحديات يومية، وتجد نفسك غارقًا في الغضب أو الإحباط، توقف، تنفس بعمق، وقل لنفسك: "هذا صعب، لكنه طبيعي." وإن خرجت عن طورك يومًا، لا بأس، المهم هو أن تعتذر وتصلح العلاقة؛ لأن الأطفال يتعلمون من قدرتك على التصحيح.
2. حوّل المشاعر إلى كلمات
تحدث عن مشاعرك بصراحة ووضوح أمام طفلك. مشاركة شعورك بالغضب أو الحزن دون إلقاء اللوم على الطفل تعطيه فرصة لفهم أن المشاعر طبيعية، وأنها لا تعني ضعفًا أو تهديدًا. على سبيل المثال: "أنا حزينة اليوم لأنني مررت بيوم شاق، لكنني بخير وسأهتم بك دائمًا."
3. ساعد طفلك في التعرف على مشاعره
لا يستطيع الأطفال التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، بل يترجمونها عبر الصراخ أو الحركات الجسدية. عندما تقول لطفلك: "يبدو أنك تشعر بالإحباط؛ لأن القطع لا تتناسب في اللعبة"، فأنت تقدم له لغة لفهم ما يمر به. بمرور الوقت، يتعلم الطفل أن يميز بين مشاعره، ويديرها بشكل أفضل.
4. تقبّل مشاعره دون أحكام
أحيانًا، يريد الطفل أن يشعر فقط بأن مشاعره مقبولة ومفهومة. لا ترفض دموعه أو غضبه، بل قل له: "من الطبيعي أن تبكي عندما تشعر بالحزن، وأنا هنا بجانبك." بهذه الطريقة، تعلّمه أن المشاعر ليست عدوًا، بل دليلًا لفهم احتياجاته.
5. دع لطفلك مساحة للتعبير
نوبات الغضب ليست سوى وسيلة الطفل للتعبير عن إحباطه ورغبته في تحقيق ما يريد. مهمتك ليست إيقاف هذه النوبات، بل أن تحتويها. احرص على أن تكون هادئًا، وتحافظ على أمان الطفل، ووضح له الحدود برفق: "أعلم أنك تريد هذا الشيء، لكن لا يمكنني السماح لك بالضرب. يمكننا التفكير معًا في طريقة أخرى للتعبير." بهذه الطريقة، تُظهر له أن المشاعر مسموحة، لكن السلوكيات المؤذية ليست كذلك.
6. علّمه مهارات التكيف
لا تكمن المشكلة في الطفل نفسه، بل في افتقاره إلى الأدوات اللازمة للتعامل مع مشاعره. يمكنك تقديم وسائل بسيطة تساعده على التكيف، مثل تقنيات التنفس العميق. جرّب معه تمرين "تنفس الشوكولاتة الساخنة": تخيل أنك تمسك كوبًا ساخنًا، خذ شهيقًا عميقًا لتشمه، ثم زفيرًا لطيفًا لتبرده.
أدوات إضافية لبناء المهارات
الشعارات التحفيزية: شجع طفلك على تكرار جمل بسيطة مثل: "أنا طفل جيد يمر بلحظة صعبة."
التطعيم العاطفي: تحدث مع طفلك مسبقًا عن مواقف قد تكون صعبة عليه، مثل زيارة الطبيب، لتقليل المفاجأة وإعداده للموقف.
إن مساعدة الأطفال على تنظيم مشاعرهم ليست مهمة سهلة، لكنها استثمار طويل الأمد في بناء شخصياتهم. بتقديم الحب والتوجيه، وباستخدام أدوات التكيف المناسبة، يصبح الطفل أكثر قدرة على التعامل مع مشاعره، ليواجه تحديات الحياة بثقة ومرونة.