جفرا نيوز -
محمد داودية
ورطتنا الكبرى ليست وليدة اليوم!!
ما يقع من معارك بين حزب الله وحركة حماس من جهة، والعدو الصهيوني من جهة أخرى، هل نتيجتها نصر، أم هزيمة، أم تعادل سلبي، أم تعادل بالنقاط ؟!
لن يستطيع الشعبان الشقيقان، الفلسطيني واللبناني، تقييم ما تعرضا له من ويلات وإبادة جماعية، ومن ثم الخلوص إلى النتائج المطلوبة، الا إذا وقع تحديد دقيق لما جرى !!
لا خلاف إطلاقًا على أن العدو الصهيوني تكبّد خسائر بشرية وعسكرية ومادية ضخمة، وأن سمعته لدى شعوب العالم ودوله، أصبحت في الحضيض، وأنه أصبح منبوذًا، ومكروهًا، وموصومًا بالوحشية، ومدموغًا بالارهاب على مستوى الدولة.
لكن لدى هذا الكيان، مؤسسات مختصة ذات صلاحيات دستورية، تحقق في أداء حكومته وجيشه، وتقدم التوصيات العلمية الدقيقة، وتحمّل المسؤولين مسؤولياتهم المباشرة الدقيقة، وتوقع العقوبات القانونية التي تشمل رؤساء الحكومات ورؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية، مما يمكِّن هذا الكيان من تصويب الأخطاء والخطايا التي يقع فيها السياسيون العسكريون.
وأبرز مثال على ذلك، كتاب التقصير - المحدال، الذي ركّز على تقصير الجيش الإسرائيلي وعيوبه، خلال حرب تشرين التحررية عام 1973، التي هشّمت فيها العسكريةُ العربية المصرية والسورية، بمشاركة أردنية وعربية، تحصينات العدو الإسرائيلي في صحراء سيناء والهضبة السورية- الجولان، واستدعت بناء جسر جوي عسكري أميركي، ما أن حطّت أولى طائراته العملاقة في مطار بن غوريون، حتى بكت غولدا مائير رئيسة وزراء الكيان آنذاك. لأن وصول تلك المساعدات الهائلة أنقذ إسرائيل !!
في بلادنا العربية، المبتلاة بأنظمة وتنظيمات دكتاتورية تعمل بلا حساب ولا عقاب، لا مراجعةً ولا تقييمًا ولا استنتاجاتٍ ولا خلاصات ولا تحملًا ولا تحميل مسؤوليات، لذلك لا ولن نستفيد، ولن نتعلم، ولن نحاسب او نعاقب من ارتكب الخطايا بحق شعوبنا العربية.
نحن فقط ننحر المخطئ بعشر رصاصات في الظهر ونعلن انه انتحر، ونغلق الملف !!