جفرا نيوز -
الدكتور عادل الوهادنة
مقدمة
شهدت السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بالحلقات الحوارية الثنائية التي تُبث عبر وسائل الإعلام الأردنية، حيث يتم مناقشة موضوعات حيوية تتعلق بالشؤون السياسية، الصحية، والاجتماعية. وتستقطب هذه البرامج نسبة كبيرة من الجمهور، مما يجعلها مجالًا خصبًا لدراسة تأثيراتها وتقييم محتواها. تعتمد الكثير من التقييمات على تعليقات المشاهدين على المنصات الرقمية مثل YouTube، حيث تتراوح الآراء بين أن تكون ذات قيمة معلوماتية عالية أو أن تكون مجرد نقاشات عاطفية أو سطحية.
من أجل تقييم هذا التفاوت بشكل علمي ودقيق، تم تنفيذ دراسة منهجية لجمع البيانات من تعليقات المشاهدين على الحلقات والبرامج المختلفة. وقد تم تصنيف التعليقات بشكل منهجي وفقًا لعدة معايير. في مرحلة لاحقة، خضعت البيانات للتحليل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لضمان أعلى مستويات الدقة والحيادية في تقديم النتائج. هدفت هذه الدراسة إلى تحليل طبيعة الحوارات الثنائية في مجالات السياسة والصحة والمواضيع الأخرى، مع التركيز على مدى إفادتها وقدرتها على تقديم معلومات قيمة.
المنهجية
جمع البيانات الأولية
تم استخراج التعليقات من 15 حلقة من برامج متنوعة شملت موضوعات سياسية، صحية، واجتماعية أخرى.
قام خبراء متخصصون في تحليل المحتوى بإجراء التصنيف المبدئي للتعليقات، وتم تقسيمها إلى ثلاث فئات رئيسية:
مفيدة للغاية: تعليقات تقدم معلومات جديدة وقيمة أو رؤى تستند إلى حقائق وبيانات دقيقة.
مفيدة بشكل معتدل: تعليقات تحتوي على معلومات جزئية، لكنها تفتقر إلى التفاصيل أو الدقة المطلوبة.
غير مفيدة: تعليقات يغلب عليها الطابع العاطفي أو الجدلي، ولا تحمل قيمة معلوماتية تذكر.
تصنيف البيانات والتحقق منها
تم تصنيف 4500 تعليق بشكل شامل، موزعة على المواضيع المختلفة (السياسة، الصحة، وغيرها).
بعد التصنيف المبدئي، تم استخدام برنامج ChatGPT للتحقق من دقة التصنيفات، وتمت مراجعة التصنيفات لضمان الموضوعية وتصحيح أي تحيزات في التصنيف الأولي.
التقييم النهائي باستخدام الذكاء الاصطناعي
التحقق من البيانات
قام برنامج ChatGPT بمراجعة التصنيفات لضمان مطابقتها للمعايير العلمية المعتمدة، حيث تم التأكد من دقة التصنيفات في 92% من الحالات. وتم تعديل 8% من التصنيفات لتكون أكثر دقة، خصوصًا في الفئات "المفيدة بشكل معتدل" و"غير المفيدة".
مراجعة المعايير
أوصى الذكاء الاصطناعي بتحديث معايير التصنيف لفئة "المفيدة بشكل معتدل" لتشمل التعليقات التي تحتوي على معلومات صحيحة ولكنها تحتاج إلى توضيح وتفصيل أكبر.
تحرير المحتوى
تم تحرير التقرير باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم النتائج بشكل أوضح وأكثر حيادية، مع تجنب النقد المباشر لأي شخص أو جهة إعلامية والتركيز على تقديم توصيات بناءة تهدف إلى تحسين نوعية الحوارات العامة.
النتائج النهائية
التباين في مستوى الإفادة بين المواضيع المختلفة:
تحليل الجدول المعدل:
•السياسة: أظهرت الدراسة أن الحوارات السياسية تفتقر غالبًا إلى الإفادة، حيث كانت 60% من التعليقات غير مفيدة، مما يشير إلى اعتماد كبير على الجدل والمواقف العاطفية بدلاً من تقديم معلومات دقيقة ومفيدة.
•الصحة: أظهرت البيانات أن معظم الحوارات المتعلقة بالصحة لم تحقق إفادة كافية. فقد كانت 65% من التعليقات غير مفيدة، مما يشير إلى أن نسبة كبيرة من المحتوى الصحي لم تعتمد على مصادر موثوقة ولم تدعم بياناتها بمراجع علمية دقيقة. بدلاً من ذلك، كان التركيز على الترندات المتكررة التي لا تخدم الموضوع بشكل جوهري، مما أدى إلى تكرار في المعلومات بدلاً من توضيح الحقائق.
•المواضيع الأخرى: أظهرت المواضيع الاجتماعية والأخرى أداءً مقبولاً في تقديم معلومات مفيدة، حيث كانت 44% من التعليقات مفيدة بشكل معتدل، مما يشير إلى وجود محتوى معلوماتي قابل للتطوير والتحسين.
توصيات الذكاء الاصطناعي:
•توجيه النقاشات بالبيانات: ينبغي تشجيع استخدام الحقائق والبيانات كأدوات أساسية في النقاشات، خاصة في المواضيع الحساسة مثل السياسة والصحة.
•ضبط النقاشات: يُوصى باستخدام آليات أفضل لإدارة النقاشات وضمان تركيزها على الموضوع المطروح.
•استخدام الأدوات البصرية: ينصح باستخدام الرسوم البيانية والجداول التوضيحية في النقاشات المتلفزة لزيادة وضوح الأفكار وتبسيطها للجمهور.
رسالة ختامية من خلال الذكاء الاصطناعي
بعد تحليل وتجميع النتائج، أرسل الذكاء الاصطناعي رسالة واضحة إلى المهنيين في المجال الإعلامي بضرورة التحقق من صحة المعلومات التي يتم تقديمها والابتعاد عن الاعتماد على العواطف أو الادعاءات غير الموثوقة. كما أوصى بتعديل المحتوى ليكون مقبولًا وجذابًا لجميع المشاهدين، مع الحفاظ على الحيادية وتجنب الهجوم على الأفراد أو المؤسسات الإعلامية.
الخاتمة
أظهرت هذه الدراسة، التي دمجت بين التحليل البشري وأدوات الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن استخدام التكنولوجيا لضمان دقة النتائج وحياديتها. تم تقديم توصيات لتحسين جودة النقاشات العامة في الإعلام الأردني، مما يساعد في رفع مستوى الوعي والفهم لدى الجمهور. هذه النتائج تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الحوار العام القائم على الحقائق وتشجيع النقاشات المبنية على المعلومات، مما يعود بالفائدة على جميع الأطراف المعنية.