جفرا نيوز -
النائب الدكتور إبراهيم الطراونة
مع انطلاق الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين، حيث تبرز أمامنا تحديات كبيرة وفرص واعدة تتطلب منا جميعًا، كنواب منتخبين، تحمل المسؤولية الوطنية والعمل المشترك بجدية وفعالية. إن واجبنا اليوم هو الاستجابة للتوجيهات الملكية السامية التي جاءت في خطاب العرش، وترجمتها إلى خطوات ملموسة تخدم مصلحة الوطن والمواطن.
إن العمل البرلماني ليس جهداً فردياً بل هو منظومة متكاملة قائمة على التعاون بين جميع النواب، بغض النظر عن اختلاف الرؤى السياسية أو التوجهات الفكرية. التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأردن اليوم تستدعي منا توحيد الجهود وتعزيز التشاور والتنسيق لنتمكن من صياغة سياسات تشريعية ورقابية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطن.
خطاب العرش السامي يُعد خارطة طريق واضحة لما ينبغي أن يكون عليه عملنا في المرحلة المقبلة. ومن أبرز المضامين التي يجب أن نكرسها:
تعزيز سيادة القانون وذلك من خلال دعم التشريعات التي تضمن العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، والعمل على مراقبة تنفيذها بما يحقق النزاهة والشفافية، ويجب علينا أن نعمل على تهيئة بيئة استثمارية محفزة من خلال تعديل القوانين ذات الصلة، ومراقبة الأداء الحكومي لضمان تحقيق الأهداف التنموية. وتمكين الشباب والمرأة، من خلال إقرار سياسات وبرامج تعزز مشاركتهم الفاعلة في جميع القطاعات، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن، ولن نتمكن من مواجهة التحديات إلا بإعلاء لغة الحوار والتفاهم بين جميع القوى السياسية والمجتمعية.
رؤية موحدة لتحقيق الأهداف فالتنوع بين النواب يجب أن يكون مصدر قوة، لا عامل انقسام. ومن خلال تشكيل لجان برلمانية فعالة تعمل بروح الفريق الواحد، سنتمكن من تقديم حلول مبتكرة وواقعية للقضايا الوطنية. كما أن الانفتاح على آراء الخبراء والمختصين، والاقتراب أكثر من هموم المواطنين، سيمكننا من صياغة سياسات أكثر ارتباطاً بالواقع.
فالمسؤولية علينا كنواب هي خدمة المواطن وتحقيق تطلعاته، بعيداً عن المصالح الشخصية أو الضغوطات الفئوية. لذلك، علينا أن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن نعمل بكل إخلاص لإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، فالمرحلة المقبلة تمثل فرصة ذهبية لنا كنواب لنثبت أننا على قدر الثقة التي منحها لنا الشعب، من خلال العمل المشترك الجاد، وترسيخ مضامين خطاب العرش السامي، لجلالة الملك المعظم ويمكننا تحقيق ما نصبو إليه من رفعة وطننا وازدهاره. فلنتحد جميعاً تحت مظلة المصلحة الوطنية، ولنجعل من المجلس النيابي منصة تشريعية ريادية تخدم تطلعات كل أردني وأردنية.