جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
تطالعنا بين الوقت والاخر جملة من التحليلات ومثلها من المقالات التي تخبرنا عن مستقبل الأردن، وما ينتظر أهله ومواطنيه. وما نستشفه او نصل اليه من تفسيرات لمعانيها ومغازيها كأن بلدنا في مهب الريح او على فوهة بركان، ينتظر الدوس على الزناد لإطلاق رصاصة الرحمة وانتزاع الروح.
وكل ما نسمعه ونقرأه ليس جديدا فمنذ ان انشئت الدولة الأردنية قبل أكثر من مئة سنة ونحن نسمع الاسطوانة نفسها بأن الأردن في مهب الريح، فهناك من يتكلم عن وطن بديل وهناك من يتحدث عن احتلال واطماع وشكل آخر، في حين هناك آخرون من ينظرون إلى الأمور من زاوية اللاجئين والتهجير.
فعند اي تطور في المنطقة او حدث عالمي، او شأن انتخابي دولي تتهافت الأقلام لتتحدث عن مصير الأردن ومستقبله وكأنه دولة كرتونية انشئت في عالم افتراضي لا جذور له ولا دعائم.
قد تكون هذه التفسيرات مبررة لدى البعض اعتمادا على الاطماع الصهيونية ومخططاتها في توسيع نفوذها وتحقيق أحلامها وطموحاتها في يهودية الدولة والتخلص من كابوسها الداخلي بأنها دولة احتلال نهايتها الزوال كما أخبرنا التاريخ مع مثيلاتها.
وكذلك أخبرنا التاريخ بأن الإيمان والارادة يصنعان المستحيل ويفسدان اي مخطط مهما كانت قوته او مصدره .
ففي عالم مضطرب مليء بالمؤمرات تحت غطاء التحالفات وابرام الاتفاقيات بحثا عن المصالح او بسطا للنفوذ يوجد ما يبطل سحره ويوقف تأثير سمومه.
فقد خلق الله لكل داء دواء وفي العلم يقال ان لكل فعل رد فعل، واينما يوجد احتلال هناك مقاومة وكما يوجد شر هناك خير أيضا، اي ان المتضادات دائما على طاولة الحضور لمن لديه الإرادة لاستخدامها ودفع شرورها.
فالخوف لا يكفي ولا يحمي اوطانا ولا يصنع رجالا بل على العكس تحبط العزائم ويقلل من الهمم.
لذلك علينا التوقف عن الكلام نحو العمل في تحقيق منظومة وطنية وتعزيز الهوية الأردنية من خلال الاستثمار بالمواطن ضمن مبدأ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وتأمين حياة كريمة للمواطن الأردني التي من شأنها تعزيز الايمان والانتماء للدولةحتى نحافظ على انجازاتنا ونعزز نهضتها التي تحققت خلال ال100 سنة ونيف من عمرها.
فان الشعب هو الوحيد القادر على إفساد اي مؤامرة على بلده والاقدر على حمايته والدفاع عنه ضد اعتى قوة في العالم بشرط أن تكون لديه العزيمة والارادة والايمان.
وهذا لن يتحقق الا في منظومة العدالة بمعناها الشامل وما تتضمنه من تفاصيل وكذلك اشراك المواطن في صناعة القرار وعدم تغييبه عن المشهد، واللجوء اليه عند الحاجة لأننا نخشى عندها بأننا قد لا نجده.
فالشعوب هي التي تؤكد الواقعية وتعزز الحقائق وتدافع عن اوطانها لكنها تحتاج إلى ثقة وما يعزز إيمانها ويقوي إرادتها.