جفرا نيوز -
نيفين عبدالهادي
يحتاج خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، أكثر من قراءة وأكثر من تحليل، فلم يكن خطابا عاديا، ولم تكن كلمات عادية، فقد شكّل خارطة طريق لعمل حكومي وبرلماني نموذجية، في تنفيذها نجاحا مؤكدا وتميّزا استثنائيا.
لم يترك جلالة الملك أيّا من تفاصيل المرحلة إلاّ ووضعها محل تشخيص وتقديم حلول، وحثّ على المضي بما هو إيجابي كما هي مسارات التحديث الثلاثة، والمضي في تطبيقها على أرض الواقع، واضعا الجميع أمام مسؤولياته الحقيقية، بمحددات واضحة تتطلب بدء تنفيذ فوري، وعدم الاتكاء للحظة على حافة الانتظار، فالقادم، والقادم هنا أعنيه بدءا من يوم غد وليس اليوم أو حتى غد، فالعمل يجب أن يبدأ وفور توجيهات جلالته العبقرية.
وفي رؤية عظيمة من جلالة الملك، وحديث تغيّر معه لغة جسد جلالته، ووجه نظره حيث يجلس نشامى الجيش العربي، عندما خاطبهم موجها نظره إليهم، «هؤلاء هم أبناؤكم وبناتكم، أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب بكل شرف، وسيبقى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية مصدر فخر واعتزاز لوطنهم وأمتهم. أنتم على العهد النشامى، النشامى»، أنتم على العهد النشامى، النشامى، هو رفيق السلاح حين يخاطب رفقاء السلاح، كم هي كلمات رائعة يا سيدي وما كان التصفيق الذي تبعه من الحضور والوقوف إلاّ رمزية بعظمة ما قلت، وعظمة ما منحتهم من اهتمام ملكي عظيم، ورؤية ثاقبة بأهمية دورهم «النشامى، النشامى».
ليست كلمات عادية، هي شعار يرفعه المواطنون اليوم ويجاهرون به، قالها جلالة الملك عبد الله الثاني، فكانت حقيقة تحكي ما في قلوبنا جميعا، فنشامى الجيش العربي النشامى، النشامى، على العهد، فقد أدوا التحية للعلم ولبوا الواجب، بكل شرف، عظيم قولكم يا سيدي، وعظيمة مخاطبتكم لمن قدّموا الغالي والنفيس للوطن وأمنه وسلامة أراضيه، وتجاوزوا بعظمة دورهم جغرافيا الوطن فحضروا بكل مكان يحتاج حماية وأمنا، وقدّموا عظيم العطاء في غزة، وكما قال جلالة الملك (لقد قدم الأردن جهودا جبارة ووقف أبناؤه وبناته بكل ضمير يعالجون الجرحى في أصعب الظروف. وكان الأردنيون أول من أوصلوا المساعدات جوا وبرا إلى الأهل في غزة، وسنبقى معهم، حاضرا ومستقبلا)، فهم النشامى، النشامى.
كلمات جلالة الملك أمس الأول في خطاب العرش هامة ويجب الأخذ بها على محمل التطبيق الفوري، والعظيم في قول جلالته حول «النشامى، النشامى» مصدر فخر واعتزاز الوطن كما قال جلالته، يمضون بعهد يتجدد حول قيادة جلالة الملك بكل معاني العطاء والتضحية، يمضون كما الأردن العظيم «عنوانا لكل خير»، يقدّمون بقلوب نبضها الأردن، ودماؤهم «الأردن»، وفكرهم «الأردن»، وأرواحهم «الأردن»، فهم النشامى، النشامى قولا وفعلا، دربهم واحد الأردن ومن الأردن وللأردن.
قول جلالة الملك النشامى، النشامى، وحديث جلالته حول دورهم الكبير، قول ملكي عظيم، ينقل رسائل عظيمة باهتمام جلالة الملك بنشامى الجيش، ودعمه لهم، ومساندة جلالته لدورهم الذي يقدّمون داخل الأردن وخارجه، وتحديدا في غزة، وما يقابله من وفاء من الجيش والتفاف حول القيادة بعطاء لا يمكن وصفه بأي كلمة، دعوني أقول «عطاء أردني» حقيقة لا يشبه أي عطاء ولا تعبير يوفيه حقه.