جفرا نيوز -
يحتفي الأردنيون في الرابع عشر من تشرين الثاني بكل فخر واعتزاز بالذكرى الثمانين لميلاد باني نهضة الأردن الحديث، المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه
هذه الذكرى التي أرادها جلالة الملك عبد الله الثاني وشعبه الوفي أن تظل خالدة في الذاكرة الوطنية، تعد رمزًا للعطاء والتضحية. في هذا اليوم، يستحضر الأردنيون عطاء جلالة المغفور له، الذي قاد مسيرة الأردن على مدار سبعة وأربعين عامًا بحكمة ورؤية نافذة، متجاوزًا كل التحديات بثقة واقتدار، وبمساندة شعبه الوفي.
أجد نفسي أتساءل: ماذا لو كتب للملك الحسين أن يعيش عشر سنوات إضافية، كيف كان سيكون حال الأردن حينها؟ وكيف ستتأثر اقتصاده ومنظومة أمنه ونهجه في تشكيل الحكومات؟ ورغم الإنجازات العظيمة التي حققها على مدى عهده الممتد من عام 1952 حتى 1999، فإن أعظم ما يجسد إرثه هو أن حفيده ووريث عرشه الهاشمي قد أبدع وأكمل مسيرة الإنجازات، محققاً مكاسب كبيرة للوطن.
ومن رؤيتنا لنشاطات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، يتجلى بوضوح بقاء روح الحسين حيةً، واستمرار العهد الهاشمي بخطى واثقة رغم التحديات.
ترك الحسين العظيم إرثًا غنيًا من الأقوال والاقتباسات الملهمة التي يعتز بها الأردنيون، ومن أبرز ما قاله عن شعبه: "إني أحب هذا الشعب حبًا عظيمًا، فلولاه لما كنت شيئًا مذكورًا."
في ذكرى ميلاد الراحل العظيم، المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، يستذكر الأردنيون في هذا اليوم بكل فخر وإجلال سيرته ومسيرته المظفرة التي حققت إنجازات كبيرة وأعجزت التحديات، رغم قلة الموارد الطبيعية في الأردن. فقد كانت ثروته الحقيقية تكمن في الإنسان، كما قال جلالته: "إن الإنسان أغلى ما نملك"، وكان الرهان على الإنسان الأردني ناجحًا وصحيحًا وعظيمًا، ليصبح الأردن وطنًا للكفاءات والمهنية والإرادات الصلبة والطاقات المبدعة.
كان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، هاجسًا دائمًا لجلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه. إضافة إلى اهتمامه البالغ بحقوق الإنسان، مما جعل الأردن نموذجًا يُحتذى به على جميع الأصعدة.
ونسترجع معًا الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك الحسين، طيب الله ثراه، إلى جلالة الملك عبدالله الثاني في السادس والعشرين من كانون الثاني 1999، يوم اختياره وليًا للعهد، حيث قال فيها: "وإنني لأتوسم فيك كل الخير." ومنذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني الراية، واصل المسيرة بكل اقتدار، وبتوجيهات حكيمة وحنكة واسعة، تمكن من التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية بذكاء، مما جعل الأردن محل إعجاب وتقدير على مستوى العالم.
في هذه الذكرى، نجدد العهد والولاء لوريث العرش الهاشمي، جلالة الملك عبدالله الثاني، وكلنا عزيمة وتصميم على مواصلة مسيرة الخير والبناء، بثقة وهمة عالية، من أجل تعزيز مكانة الوطن ورفعته.
ويستذكر الأردنيون في هذه المناسبة مسيرة البناء التي لم تتوقف أو تتراجع مهما كانت الظروف، سائلين الله عز وجل أن يتغمد روح المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال بواسع رحمته وغفرانه، وأن يطيل في عمر جلالة الملك عبدالله الثاني، وأن يحفظه ذخراً وسندًا للأمة العربية والإسلامية.