جفرا نيوز -
رنا حداد
الجوع، والبرد، والعطش، والخوف، والفقد، والمرض، والموت، والجرح، والألم، والعراء، والمجهول، والتعب، واليأس، والهم، والكرب، والحزن، والوحدة، والوحشة، والخذلان، والزلزلة، والضراء، وأقسى ما ابتلي به إنسان الأرض، كان هذا العام.
أكاد أجزم ان عام 2024، هو الأكثر صعوبة على مشاعر البشر عموما، وإلى اليوم ونحن نتجه نحو نهايات هذا العام ما يزال البشر يواجهون مشاعر سيئة متعددة ناتجة عن الحرب من جهة، و مجموعة من الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من جهة أخرى.
العام 2024 وصف بأنه عام القلق والتوتر، وعام الاستنزاف العاطفي والإرهاق النفسي، الأخطر فيما أصاب البشر في هذا العام هو التشكيك وعدم اليقين بما يحمله المستقبل عقب سلسلة من الهزات التي تركتها الحروب من ناحية ومن ناحية أخرى، تلك التطورات التكنولوجية الغاية في السرعة، والتي ان صحت واصبحت واقعا، وهي قريبة من ذلك، قد تضع الانسان في زاوية كائن يأكل ويشرب وينام فقط.
هذا كله ترافق مع محاولات علنية واخرى سرية من الإنسان ليتأقلم مع هذه الظروف المتغيرة وهو بالطبع يجدف وسط بحر متلاطم الأمواج مع مشاعر متداخلة عنوانها الابرز الحزن.
الحزن، الشعور البشع لا يمنح حياة صحية للبشر، رغم انه احساس طبيعي، ولكن كثرته تجعل من يحملونه على اكتافهم، وعتابات قلوبهم يشعرون دائما انهم ضحايا.
من الخطر ان يتحول الحزن إلى وضع نفسي يطبعه الشر، لذا لا يجب أن يزول الرجاء ولا الحلم.
نعم، طعم الانتصار مر كالعلقم، والحياة اليوم تمضي بعيدا عن هاتف « ابو قرص» وحتى عنا، راكضة نحو التحول الرقمي، ونحو تحسين الجودة والخدمات لأجل انسان (تعيس) بالضرورة.
لا فرح للحزانى ولا عودة للغائبين، ولكننا بحكم الإيمان والعادة محكمون بالأمل وننتظر المعجزات.