النسخة الكاملة

تُعيد تشكيل ماضينا العاطفي.. تأثير مذهل للموسيقى على الذاكرة

السبت-2024-11-09 01:43 pm
جفرا نيوز -
إذا كنت من محبّي الموسيقى، فبالتأكيد تعلم أنها تؤثر بشكل عميق على مشاعرك، وقد تكون أحياناً الأداة التي تلجأ إليها في أوقات صعبة.

ولكن وفقاً لأبحاث جديدة، يبدو أن تأثير الموسيقى يمتدّ لأبعد من ذلك، حيث يمكنها أن تؤدي دوراً في استرجاع  الذكريات وطريقة معالجتها.

تصوّر لحظةً مؤثرة من فيلم أو مسلسل أثّرت فيك. الموسيقى المُختارة لمثل هذه المشاهد - سواء كانت الموسيقى التصويرية أو أغنية معينة - تُعرف بـ "موسيقى المزاج"، وهي تضفي جواً خاصاً يعزّز تأثير المشهد.

دراسة أجراها اختصاصيون في علم النفس من جامعة جورجيا تك كشفت أن "موسيقى المزاج" قد تكون قوية بما يكفي لتغيّر طريقة تذكّرنا لماضينا.

فقد طلب الباحثون من 44 طالباً الاستماع إلى موسيقى تصويرية أثناء استرجاعهم لذكريات صعبة، وبيّنت النتائج أن الموسيقى كان لها دور كبير في تعديل طبيعة مشاعرهم تجاه تلك الذكريات.

الباحثة "يرين رين" أوضحت: "أردنا أن نبدأ بمجموعة عشوائية من الأشخاص ونرى إن كانت الموسيقى تستطيع تعديل مستوى العاطفة المرتبطة بذكرياتهم". وعلى الرغم من أن التجربة لم تكن طبية، فقد اكتشف الباحثون أن الموسيقى أثّرت بشكل كبير في طريقة استرجاع الذكريات. 

واللافت أن تأثير الموسيقى كان طويل الأمد، فعندما طُلب من المشاركين استحضار الذكريات نفسها في اليوم التالي من دون موسيقى، كانت لديهم الاستجابة العاطفية نفسها التي شعروا بها خلال اليوم الأول. وهذا يُظهر مدى قوة "موسيقى المزاج" في تشكيل مشاعرنا.

الباحثة "يرين رين" تأمل أن تسهم هذه الدراسة في تحسين الرعاية النفسية المستقبلية، قائلةً: "تشير هذه الدراسات المبكرة إلى أن الموسيقى يمكن أن تساعد أو تعيق ذاكرتنا بناءً على مدى مألوفيتها وتركيبتها. أنا متحمّسة لدمج حبي للموسيقى مع اهتمامي بذاكرة الإنسان، وأعتقد أن المرحلة القادمة من أبحاثي قد تقدم أدلة قيمة لدعم تطوير علاجات قائمة على الموسيقى لتحسين الصحة النفسية والوظائف الإدراكية".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير