جفرا نيوز -
المحامية سالي سعادة
ان قضية احترام المرأة لزوجها من أكثر قضايا اهتماماً في الوقت الحالي؛ فماذا يقصد من عدم احترام الزوجة لزوجها ؟
وهل التقليل من احترام الرجل يعني اهانته؟ وهل الرجل مفهومه للاحترام مثل مفهوم الاحترام لدى المرأة ؟.
لو أردنا فهم الرجال وفهم نفسياتهم في مفهوم (الاحترام)؛ فالرجل غالبا يحب أن تعامله المرأة على أنه ذو قيمة وله مكانه دائماً، ويحب أن المرأة تقدر رأيه وأن تستمع إليه وتثق به وبقراراته، يحب أن المرأة تناقشه في اخطائه ولا تعيره فيها، ويحب أن تحترم المرأة انجازاته وتفتخر فيها ،ويشعر الرجل باحترامها أكثر عندما تقدر هذه الانجازات سواء أمام الناس أو بينها وبينه ، ان الرجل لا يحب المرأة التي تريد التحكم به أو انها تريد السيطرة عليه، فإن رفع صوت المرأة على الرجل وفرض رأيها عليه سواء بالقوة أو انتقدته أو اخذت قرارات دون أن تأخذ رأيه أو استشارته ،يفسر الرجل ذلك بعدم احترامها له،وإذا رفعت المرأة صوتها عليه أو فرضت رأيها عليه بالقوة أو انتقدته كثيرا أو اتخذت القرارات دون استشارته فإن الرجل يفسر ذلك عدم احترامها له ،يقول تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}.
لو أردنا تفسير هذه المواقف لوجدنا أنها كلها تحت عنوان واحد وهو التقليل من احترام الرجل وقيمته ومكانته ، وان المواقف تدل على أن النساء الذين لا يحترمو ازواجهم نوعين منهم من لا تستطيع ايصال المعلومة للرجل وتقوم بالصراخ واتباع أسلوب (الهجومية )أحياناً ، أو منهم من يتبع أسلوب الصمت وتكتم شعورها ،وهذا يؤدي إلى ما يسمى بالتراكمات بداخلها وهذه وفي الحالتين اذا لم تلاحظ اسلوبها مع الرجل وتستمر بعدم احترامه، فإن الرجل يبدأ بالبحث عن مكان يشعر فيه بالاحترام ، وقد يكون هذا المكان الهروب للجلوس مع الأصدقاء أو يلجأ لإنشاء علاقات مع نساء ،أو يقوم بالزواج من أخرى ،أو ينسحب من هذا الزواج .
إن الرجل يعتبر انجازاته شيئاً مهما ويجب على المرأة احترام هذه الإنجازات ،ان هذا يشعره بالقوة ويشعر باحترامها له .
فالمرأة في العادة تتعامل مع الرجل بفهمها للاحترام مفهوم خاطئ ، لأن طريقة تفكيرها ونظرتها للأمور مختلفة عن الرجل.
في رأيي لرفع صوت المرأة على الرجل واستمرارها في هذا الأسلوب يعود إلى أن المرأة كانت تعيش في بيت ،أو تربت في بيت كانت والدتها ترفع صوتها على أبيها ،أو أن تأثير صديقاتها التي تخبرها بأنها ترفع صوتها على زوجها ،لذلك هذا أسلوب اعتيادي بالنسبة لها.
فالاحترام والحب بين الزوجين قضية أساسية لاستقرار العلاقة الزوجية واستمرارها .
يقول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم 21)