جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
ان تأخر ايران وحزب الله عن الاشتباك المباشر والسريع في معركة طوفان الأقصى، منح فرصة لدولة الاحتلال للاستفراد بقطاع غزة وحركة حماس وفصائل المقاومة من أجل اضعافها وتحييدها ليتسنى لها الفرصة لتحقيق هدفها الثاني والمعلن في إضعاف حزب الله واجباره على العودة الى ما وراء نهر الليطاني بعد استفرادها به.
وكنا قد أشرنا في مقال سابق بأن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وما تقوم به من حرب همجية وابادة جماعية للقطاع، الا ان عينها الأخرى على حزب الله لأنها أي دولة الاحتلال لم يكن باستطاعتها فتح جبهتين على حدودها الشمالية والجنوبية في وقت واحد خاصة وان حركات المقاومة كانت في اوج قوتها.
وبناء على المعطيات ومجريات الأحداث ومآلات الأمور الآن فإننا نعتقد بأن الحسابات الإيرانية لم تكن دقيقة بعد ان وثقت بالتصريحات والرسائل الأمريكية بأنها لا ترغب بتوسيع نطاق الحرب.
وهذا ما يفسر غضب الشهيد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من الموقف الايراني وموقفها من الحرب على القطاع ودورها الذي كان أقل من المأمول وما كان يتوقع.
حيث كانت تمارس إيران ضغوطات على الحركة فيما يتعلق بصفقة الأسرى حسب ما سرب من أخبار على قيادي الحركة في الخارج الامر الذي دفع بالشهيد لان يمسك بزمام الامور كلها وترؤسه للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في إيران.
وها هي دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس الخطة نفسها وتكرر الاسلوب بهجمات وضربات غير مسبوقة على الحنوب اللبناني وتدمير القرى والمنازل وتدعو السكان الى تركها والتوجه إلى مكان اخر.
وبعد ان حققت دولة الاحتلال الإسرائيلي كما تدعي اهدافها في القطاع توجهت بكافة طاقتها وقوتها نحو هدفها الثاني في الجنوب اللبناني وحزب الله وعينها الأخرى على إيران واذرعها في اليمن وسوريا والعراق لقصقصة اجنحتها ومنعها من الطيران والتحليق بعيدا لاجبارها على خوض حربها بنفسها عندما يحين وقتها دون دعم واسناد من اذرعها حفاظا وحماية للمصالح الأمريكية في المنطقة. او على الاقل لاضعافها والحد من تأثيرها مستقبلا ليتسنى لدولة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض الحرب نيابة عنها لكن بأسلحة الاخيرة مضيا في تحقيق أهدافها بإقامة تحالف بزعامة إسرائيل دون اي تأثير إيراني بهدف تنفيذ الخطط الاستراتيجية والاقتصادية خاصة فيما يتعلق بأهداف مرسومة مسبقا بقصد السيطرة على الثروات وبسط النفوذ الامريكي في المنطقة سعيا إلى التفرد والأحادية الأمريكية للتحكم بالاقتصاد العالمي وضرب الاقتصاد الصيني.
خاصة بعد ان شغلت روسيا في حرب استنزاف طويلة مع اوكرانيا دون اي أفق في المستقبل سواء اشغال روسيا وابعادها عما يجري في منطقتنا.
والان وبعد ان وقع الفأس بالرأس واصبحت الامور مكشوفة دون اي احتمالات اخرى واصبحت إيران في وجه العاصفة وان أنظار الاحتلال لها ولقوتها ماذا ستفعل إيران؟ وهل ستنتظر حتى يأتي الدب لكرمها ام لديها خطط واستراتيجيات للتعامل مع الواقع الذي أصبح مفروضا عليها؟ ام انها ما زالت تثق بالتصريحات والتطمينات الأمريكية؟