جفرا نيوز -
محمد داودية
يحكى أن رجلًا اصطحب ولده الوحيد لزيارة والدته، وبينما هما في الحافلة؛ بدأ المذياع في بث خطاب رئيس الدولة الذي أخذ يتهدد ويتوعد أعداء الحزب والثورة، فالتفت الولد إلى والده وسأله:
أليس هذا صوت الرجل الذي كلما سمعت صوته على المذياع كنت «تتف» عليه ؟!
فصاح الوالد: ولك يا ولد الحرام مين دزّك علي. ثم رفع الولد وصاح: لمين هالولد ؟!
ما أقدم عليه جُهّال مخيم البقعة، من «مراجدة» وتَعدٍ على السيارات السالكة جسر عمان - إربد، فعل جارح!!
ولا حاجة للقول إن مخيم البقعة، مخيم الوعي المنزّه عن فعل الجهّال ذاك.
تكشف تلك «المراجدة» أن مدارسنا وإِعلامنا فشلا في صيانة الوحدة الوطنية المقدسة. وفشلا في بيان أن العدو هو العدو الصهيوني. وفشلا في بيان ما يقدمه الأردن لشعبنا العربي الفلسطيني من دعم. وفشلا في غرس قيم النظام العام والقانون وحرمة الطريق.
إن دلالات ما قام به الجُهال، تكشف عن ثغرات، على البيت أن يعالجها، في أنه كان على البيت أن يبث في الأبناء قيمًا غير القيم التي ساقتهم إلى التعدي على القانون، ما كان يمكن أن يتسبب بإزهاق أرواح.
تقع المسؤولية المباشرة في ضخ الوعي الوطني والقانوني والأخلاقي، على البيت أولًا. وعلى المدرسة ثانيًا. وثالثًا ورابعًا وعاشرًا، تمتد المسؤولية إلى الإعلام والأحزاب والأندية والجمعيات والروابط والمساجد والمنتديات ومنظمات المجتمع المدني.
«مش حلو» أن ينكشف أننا كنا غافلين عن أبنائنا، مما أوقعهم في تضليل وضلال وعماء، بحيث لا يميزون بين الشقيق والعدو، وأوقعهم في عدم التمييز بين الأشقاء الذين يقف الأردن، ملكًا وحكومة ومؤسسات مدنية وعسكرية في طليعتهم، من حيث دعم الأشقاء الفلسطينيين !!
ما وقع ليس حدثًا عابرًا، نغمض العينين عنه، وأظن أن أحباءنا قيادات مخيم البقعة ومثقفيه ووجهاءه سيراجعون ما وقع مراجعة وطنية عميقة !!
ودائمًا هذا الولد ولدنا.