جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يبدو ان اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إثر غارة جوية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت في السابع والعشرين من الشهر الماضي فتحت شهية الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وزير خارجيتها بلينكن المنحاز بشكل فاضح للاحتلال على مواصلة الحرب بهدف اضعاف الحزب وابعاده عن المشهد السياسي في بيروت وإعادة ترتيبه باختيار رئيس للجمهورية اللبنانية، دون تأثير او دور للحزب باعتباره لاعباً رئيسياً في العملية السياسية اللبنانية.
حيث يلعب الامريكان نفس الدور في الحرب على غزة من خلال تصريحات في الهواء تدعو لوقف إطلاق النار دون اي تأثير او تحرك جدي، وبنفس الوقت يقدمون جميع اشكال الدعم للاحتلال سواء العسكري او الاستخباراتي والسياسي في المحافل الدولية .
ولتحقيق هذا الهدف ستشارك الولايات المتحدة في مؤتمر دولي دعت له فرنسا خلال الشهر الحالي لمناقشة الأوضاع في لبنان، والاتفاق على آلية اعادة ترتيب المشهد السياسي فيه بعيدا عن اي دور للحزب، مستغلين انشغاله في الحرب وانه أصبح ضعيفا بعد اغتيال امينه العام وعدد من قياداته كما يسوق نتن ياهو الذي يلعب على هذه الحجة التي استطاع اقناع حلفائه الامريكان بها بهدف المضي في مخططه بإطالة امد الحرب أملا في تحقيق اهدافه التي لم تعد خافية على أحد.
والتي من أبرزها الضغط على حماس للموافقة على شروطه وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين كشرط لوقف الحرب على غزة .
اما الأمر الثاني فهو يسعى لفصل شمال القطاع عن جنوبه لإعادة احتلاله وتنفيذ ما يسمى خطة الجنرالات وابعاد اي دور سياسي لحماس مستقبلا من خلال ارتكابه لجرائم حرب لم يشهد مثلها التاريخ الحديث بشن غارات جوية على الشمال وتدمير المنازل وقتل المدنيين من أطفال وشيوخ ونساء وفرض حصار مطبق على السكان مانعا عنهم الماء والهواء والغذاء والدواء.
وبنفس الوقت يسعى لاضعاف حزب الله ونزع سلاحه واجباره على العودة لما وراء نهر الليطاني بقرار دولي تقوده الولايات المتحدة وطمس القرار الأممي 1701 الا اننا نعتقد صعوبة إصدار مثل هذا القرار من قبل مجلس الأمن الذي ستعارضه حتما روسيا والصين.
اما الأمر الاخر فان حلم التهجير ما زال مسكونا في عقل رئيس وزراء الاحتلال نتن ياهو بهدف تفريغ الأراضي المحتلة من سكانها واحبارهم على مغادرتها لتحقيق حلمه في يهودية الدولة وجعل الفلسطينيين اقل عددا من اليهود .
وفي هذا الموضوع نجزم بأن طريقه الفشل حتما في ظل تمسك الفلسطينيين بارضهم وعدم قبولهم العيش مرة أخرى في جحيم اللجوء او النزوح ناهيك عن الموقف الأردني الثابت والرفض لأي لجوء فلسطيني او ان يحل نتن ياهو عقده وازماته على حساب الاردن .
ويتوقف فشل المخطط الصهيوني على صمود المقاومة اللبنانية والتفاف جميع التيارات السياسية اللبنانية حول بلدهم ورفضهم اي حلول تفرض عليهم من الخارج دون اي توافق لبناني يحفظ للبنان سيادته وكذلك صمود حركة حماس ورفضها لأي شروط إسرائيلية او فصل عن ما يدور في الجنوب اللبناني.
اتخاذ موقف عربي موحد للضغط على الاحتلال لوقف حربه للجم اطماعه التي لن تتوقف عند هذا الحد.