جفرا نيوز -
بقلم: حسني فايز الصفدي
تضمن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في الامم المتحدة رسائل مؤلمة تحاكي الضمير الانساني بلغة جسد صارمة حاملة بين طياتها معاناة الشعب الفلسطيني جراء العدوان الصهيوني الذي اغتصبت أرضه وهويته مؤكدا على موقف الاردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحقها في إقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية ومشددا جلالته على جدية الإسراع في ايجاد حل سلمي عادل وشامل، معربا عن استياءه من أن بعض الدول فوق القانون وهذا يتنافى مع القانون الدولي وان غياب الرادع لهذه الجرائم قد زاد تفاقمها ، وأن تقويض المؤسسات الدولية والاطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي مشيرا إلى ضرورة ايمان الامم المتحدة بأن الناس متساوون بالحقوق وليس حسب الأهواء وفرض القوة وان واجب الأمم المتحدة ضمان تحقيق السلام دون استسلام وتقاعس والدفاع عن مبادئهم التي ترفض بشدة قتل الابرياء بوحشية داعيا إلى عدم السماح بان يكون المستقبل رهينة بيد من يسعى إلى التفرقة لانهم كأمم محاسبون أمام التاريخ وشعوب العالم الأمر الذي يحتم عليهم عدم الوقوف دون تحريك ساكن تجاه القضية الفلسطينية وان الاستمرار بهذه الحرب ستكون عواقبه وخيمه وستنعكس على المنطقة بأكملها .
وأشار جلالته إلى إدانة العالم أجمع ما تتعرض له فلسطين من هجمات وجرائم الابادة الجماعية الوحشية منذ السابع من آذار العام الماضي وانه لا يوجد أي مبرر مقنع لهذه الحرب ويتوجب علينا الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وألا نتخلى عنهم وضرورة الإيقاف الفوري للحرب مشيرا إلى ان العالم أصبح يرى حقيقة اسرائيل وفشلها الذريع في مساعيها لإظهار صورتها أمام العالم بشكل حضاري مزدهر.
وقد تضمن خطاب جلالته رسائل وايحاءات مفادها رفض الاستسلام والخضوع وضرورة التدخل السريع في ايجاد الحل لهذه الحرب التي أزهقت فيها آلاف الأرواح البريئة من اطفال ونساء وشباب وكبار السن مؤكدا جلالته على سيره على نهج والده المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال المعظم الذي قاتل من أجل السلام لآخر رمق رافضا ان يترك لأبنائه وابناءهم مستقبلا يحكمه الاستسلام مستذكرا كلماته قبل أربع وستين عاما في الدورة الخامسة عشر للهيئة العامة "ادعو الله ان يتحلى مجتمع الامم هذا بالشجاعة لاتخاذ القرار بحكمة وجرأة وان يتم اتخاذ إجراءات عاجلة بالحزم الذي تتطلبه هذه الأزمة والذي تمليه علينا ضمائرنا" واضعا جلالته المجتمع الدولي أمام واجبه الأخلاقي ومسؤوليتهم في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين وضمان حمايتهم والدفاع عن حقوقهم وأنه من حق كل شعب أن يعيش بسلام وكرامة بعيدا عن العنف والخوف وان الحل هو السلام العادل والشامل الذي يرتكز على القانون الدولي والعدالة والحقوق المتساوية.
وحذر من تبعات التصعيد السياسي في المنطقة التي ستنعكس سلبا على الدول ومشددا بخطابه على ان الاردن سيبقى بعيدا عن التطرف وانه يرفض التهجير القسري للفلسطينيين وأن الاردن لن يكون الوطن البديل.
سطر جلالة الملك المعظم بخطابه اسمى معاني العزة والإنسانية التي نفتخر بها مؤكدين التفافنا حول قيادته الهاشمية وباقون على عهد الولاء والوفاء وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عن ثرى الوطن من كل يد ملوثه او اي جهة تسول لها نفسها المساس بأمن واستقرار الاردن وسيبقى الاردن عصي منيع بقيادته وجيشه وشعبه.