جفرا نيوز -
محمد خروب
«إسرائيل ستنتصر معكم او بدونكم.. لكن عاركُم سيظلّ يتردّد صداه طويلا بعد انتصار إسرائيل», بهذه العبارة التي تفيض غطرسة «صهيو ــ يهودية» إستعلائية, ردّ مجرم الحرب نتنياهو, على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, لـ«الكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل, التي تستخدمها في حربها على قطاع غزة، مُعتبراً/ ماكرون ان «الأولوية هي للحلّ السياسي لحرب متواصلة تشنها تل ابيب على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، لافتا في تصريحات لإذاعة «فرانس أنتر»: أن الأولوية اليوم هي «العودة إلى حلّ سياسي، والكفّ عن تسليم الأسلحة لخوض المعا?ك في غزة». زاعماً خلال هذه المقابلة أن فرنسا «لا تقوم بتسليم» أسلحة.
وإذ مضى نتنياهو في حملة علاقات عامة والترويج لإنتصارات تحققت, وأخرى في طريقها الى التحقق, عبر إستخدام مزيد من القوة في مواجهة أعدائه, مؤكداً ان تل أبيب سترد على الضربة الصاروخية التي شنّتها طهران على إسرائيل, فقد ذهب بعيدا في إعتبار القصف الإيراني لدولة العدو الصهيوني, بأنه «واحد من أكبر الهجمات الصاروخية في التاريخ», مؤكداً على أن إسرائيل سترد على الهجوم, كونها صاحبة «حق وواجب في الدفاع عن نفسها»، مشددا على أنها «ستفعل ذلك» (ونعتقد ان الهجمة الصهيونية ستكون قبل مثول هذه العجالة بين يدي القرّاء). في الوقت ?اته الذي واصل فيه بث المزيد من أكاذيبه وإدّعاءاته عن التزام حكومته بـ«تغيير ميزان القوى في الشمال»، مُكررا مزاعمه حول «الجهود المبذولة لتدمير قدرات حزب الله العسكرية». مع التركيز على «استعادة الأمن لمستوطني الشمال الفلسطيني المحتل».
أجواء المنطقة محتقنة وعالية التوتر ومفتوحة على إحتمالات عديدة, قد تُفضي من بين أمور أخرى, الى تدخّل دول اخرى الى هذا الجانب أو ذاك, وإن كان التدخل الأميركي قبل «الرد» الصهيوني المنتظر, كان مُعلنا ومكشوفا, ليس فقط في الحشود العسكرية البرية والجوية وخصوصا البحرية, المنتشرة بكثافة قريبا من سواحل فلسطين المحتلة, بل المشاركة الأميركية في غرفة العمليات الصهيونية, كما فعل قائد المنطقة الوسطى CENTCOM الجنرال مايكل كوريلا, الذي وصل اول من امس السبت الى تل أبيب, واجتمع مع قادة جيش الفاشية الصهيونية. لكننا قصدنا دخول?دول إقليمية بل خصوصا «دولية» على خط المواجهة, إذا ما «حاول» التحالف الصهيو أميركي, «إسقاط» النظام الإيراني, مُتجاوزاً حدود «الرد الشديد» الذي هدّد به مجرم الحرب نتنياهو بـ«ضوء أخضرَ» أميركي.
عودة الى «ماكرون», وكيف كان ردّه على صفعة نتنياهو المُدوية؟.
على نحو لافت وضعيف سارعَ ماكرون, المأزوم داخليا والفاقد شعبيّته, بعد الهزيمة التي لحقت به, عندما أقدمَ على «حلّ» الجمعية الوطنية/البرلمان الفرنسي, داعيا الى انتخابات مُبكرة (30 حزيران ـ 7 تموز 2024), ظنا منه أنه سـ«يُعوّض» اللكمة القاسية التي وجّهها له الجمهور الفرنسي في انتخابات البرلمان الأوروبي (6 ـ 9 حزيران 2024), لكنه أخفق وهُزم شرّ هزيمة, ليس فقط في أن حزبه المسمى «النهضة» حلّ في المرتبة الثالثة وفقدَ الأغلبية التي كانت له قبل حل البرلمان, بل خصوصا ان الذي حلّ في المرتبة الأولى هو» تحالف اليسار» الفر?سي, وخصوصا حزب «فرنسا الأبية», بزعامة جان لوك ميلونشون, المنضوي تحت راية «الجبهة الشعبية الجديدة», فيما حلّ حزب اليمين الفاشي المتطرف «التجمّع الوطني» بزعامة مارين لوبن في المرتبة الثانية, ناهيك عن أزمته الحكومية المُتدحرجة, بعد تشكيل حكومة ميشيل بارنييه مؤخراً.
ما علينا..
إبتلعَ ماكرون لسانه, مُرتعباً من «حدة» لسان واتهامات نتنياهو, مُسارعا للدفاع عن نفسه ومحاولاً تذكير «ناكر الجميل» نتنياهو بما كرّره ماكرون عشرات المرات, عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها», ومتمنياً ـ في قرارة نفسه ــ لو أنه استطاع «تذكيرَ نتنياهو بـ«طاعة» باريس وقصر الإيليزيه العمياء و«التاريخية» للصهيونية العالمية, وكيف سنّت الجمعية الوطنية/البرلمان الفرنسي, القوانين الزاجرة تحت طائلة السجن والغرامة, لأي شكل من أشكال «معاداة السامية», وخصوصا القانون غير المسبوق عالمياً (كانت فرنسا اول دولة سنت قانونا كهذا?ثم تبعتها دول اوروبية أخرى, فضلا عن الكونغرس الأميركي لاحقاً), الذي «يُساوي» بين معاداة السامية والحركة الصهيونية, بل وأي إنتقاد لإسرائيل.
لم يكتفِ ماكرون بـ«تأكيد أن فرنسا «مُتضامنة مع أمنِ إسرائيل»، وإلى أنه سيستقبل اليوم الاثنين، عائلات الضحايا (الفرنسيين ـ الإسرائيليين), الذين سقطوا في ملحمة حركة حماس (طوفان الأقصى) في 7 أكتوبر 2023, بل قال إن باريس لا تفرض حظراً على توريد الأسلحة لإسرائيل.
* استدراك:
ردّ وزير الخارجية الصهوني/يسرائيل كاتس في رد وقِح واستعلائي, على دعوة ماكرون إلى «الكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للقتال في غزة»: في عام 1967 فرضَ الرئيس الفرنسي/ ديغول حظراً على الأسلحة على إسرائيل، وبعدها حققنا انتصارا عظيماً».. مُضيفاً: «الآن يُريد الرئيس/ماكرون, فرضَ حظر علينا. وهذه المرّة أيضا ـ ختمَ كاتس في صفاقة وغرور ـ سينتصر شعب إسرائيل».