جفرا نيوز -
قام هذا الوطن الأردني العربي الصلب الجميل، على ريادة الهاشميين سادة العرب، وعلى عزم شعبنا درع الأمة، وعلى إرادة المعلمين وعطائهم الباذخ الجزيل.
وقام وطننا على زنود العسكر و"موازرهم" الساخنة وتضحياتهم البهية السخية.
قاما معًا، الثكنة والمدرسة، فأقاما أركان هذا الوطن.
كانت مدارس الجيش، أول المدارس في الأطراف والأرياف. أسسها عبد الله الأول لأبناء العسكر، وكنت ممن درس في المدرسة العسكرية الهاشمية بالمفرق، على أيدي ضباط وضباط صف جادين.
وكان التعليم رسالة !!
مدارس الثقافة العسكرية كانت أول المدارس التي وزعت خيرها على القوات المسلحة، فأزالت أمية العسكر في الثكنات، كما أزالت أمّية أطفال شعبنا في ذلك الزمن الموحش الموغل في الشح والكفاف.
تلقّى رجالات الأردن وزعماؤه، العطاء والانتماء في سلك التعليم: سليمان النابلسي، أحمد اللوزي، وصفي التل، محمود أبو غنيمة، حسن البرقاوي، حكمت الساكت، ذوقان الهنداوي، محمد إسحق الفرحان، محمد أديب العامري، عبد خلف داودية، ذهني رافت، محمد خليل آل خطاب، عادل عوجان، عادل الشريقي، عثمان بدران، عبد المهدي العطيوي، عبد المجيد الأشهب، عادل محمد حسن، أحمد العقايلة، عودة المعاني، فؤاد العوران، مسلم الزغاليل، قاسم الخصاونة، تيسير الشرايري وألآلاف غيرهم.
من مسالك التعليم السامية، ومن ينابيعه الرسولية، ومن الاتصال بالناس وشرف خدمتهم، تشرّب القادةُ الكبار أخلاقَهم وأطلوا على ظروف شعبنا، فقادوا مسيرته خير قياد، وأعدوا أجيالًا قدمت للوطن ولفلسطين وللأمة، بلا مِنّة.
يحتفل العالم بمعلميه الذين أعطوا ويعطون، ويمارس معهم قوة الشكر التي لا تضاهى.
ونحتفل نحن بيوم معلمي الأردن ومعلماته، العالمي، هؤلاء الذين امتد فيضُ خيرهم العميم من الخليج العربي إلى المحيط المغاربي العربي الأطلسي.
ويعلم شعبُنا أن المعلمين الأردنيين -وكنتُ في صفوفهم أحد عشر عامًا- يقدّمون ذوب أعمارهم في ظروف مادية صعبة، وأنهم يستحقون أكثر فأكثر، شأن النشامى إخوانهم العسكر، حماة الوطن وجند أمتنا العربية العظيمة.
* (مقالتي في الدستور يوم الأحد).