جفرا نيوز -
كتب العين علي السنيد:
من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحسه الإنساني الرفيع، ومشاعره السامية قدم جلالة الملك عبدالله الثاني مرافعة تاريخية عن القضية الفلسطينية الجريحة ، وخاطب وجدان العالم وضميره كي تصحو الإنسانية على حجم الكارثة التي تسببت بها دولة الإرهاب الصهيوني بحق الفلسطينيين العزل، وذلك في ظل حالة الصمت الدولي المريب.
وناشد دول العالم وشعوبها لكي تدرك حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من إبادة جماعية على اثر الحرب العدوانية المتواصلة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة ، والضفة الغربية ، ويشكل خروجها عن القانون الدولي، و كافة الشرائع السماوية، وقيم ومبادئ الإنسانية جمعاء.
وكان الملك الأكثر عمقاً ودراية في كيفية توصيفه للحالة العالمية التي منحت إسرائيل الحصانة منذ عقود فتمادت في جرائمها ضد الابرياء، والمدنيين العزل، ودعا جلالته الى نظام عالمي اكثر عدالة لصالح مستقبل البشرية.
وكان الأردن اتخذ بقيادته الهاشمية الموقف الأكثر جرأة في المنطقة العربية، وتصدى بحزم، ومنذ اليوم الأول للرواية الإسرائيلية المضللة، وخاض معركة دبلوماسية كبيرة لكسر حلقة التأييد الدولي التي تشكلت بعد احداث 7 أكتوبر لصالح حكومة الحرب الإسرائيلية الموغلة في التطرف.
وراح الملك يدق أبواب العالم محذراً من سقوط المبادئ الأخلاقية للمنظومة الدولية ، وقيمها الإنسانية السامية، وكي لا تفقد البشرية روحها، وصورتها الأخلاقية.
واظهر الملك الصورة الرجعية للاحتلال الإسرائيلي المقيت، وما تسببت به الة الحرب الإسرائيلية الهمجية من قتل عشوائي لعشرات الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتجاوزه على المنظمات الدولية، وكافة اشكال الحياة فوق الأرض الفلسطينية.
ودعا الى جهد دولي حقيقي يتفهم طبيعة الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون، وإيجاد مظلة إنسانية لمساعدتهم، وفرض الحل العادل الذي يفضي الى وصولهم الى حقوقهم التاريخية، وتحقيق امالهم، وتطلعاتهم الوطنية فوق ترابهم الوطني.
وسيبقى الموقف الأردني إزاء القضية الفلسطينية الاصدق، والأكثر مبدأيه وتعبيراً عن ضمير ووجدان العالم العربي والاسلامي، ويعكس قيم ومبادئ الدولة الأردنية الاصيلة، وعمق الروابط التاريخية التي تجمع الأردنيين واخوانهم في فلسطين.
تحدث الملك بلسان كل احرار العالم، وافضى من قلبه الكبير دفاعاً عن الأبرياء والضحايا ، ومن روعتهم دولة الاحتلال الصهيوني، وقدم مرافعة عالمية هزت وجدان العالم الذي بات يخسر انسانيته مع تواصل مجريات هذه الحرب الكارثية التي تشنها إسرائيل في المنطقة.