جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
يبدو ان دولة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في تنفيذ مشروعها الصهيوني، واستكمال مخططها التوسعي الاستعماري، بذريعة الحرب الوجودية، كما يقول رئيس حكومتها نتن ياهو.
وحسب اعتقادها الذي تروج له بأنها انهت او على الاقل اضعفت حركة حماس وشلت قدرتها الهجومية بعد حرب همجية وحصار قارب على السنة، بهدف حماية ظهرها توجهت إلى الجبهة الشمالية بضربات استباقية غير متوقعة على حزب الله مستخدمة التكنولوجيا ووسائل الذكاء الصناعي والسيبراني التي تتفوق فيها كثيرا، تجنبا لخوض حرب استنزاف كما حصل في غزة.
ومع ان الارض وقواعد الاشتباك بين حزب الله وغزة مختلفين، نتيجة ظروف واقعية على الأرض او الطبيعة الطائفية، ودرجة الالتحام الشعبي حول كل من الحركتين، إضافة إلى موازين القوى وعمليات الإمداد الا أنهما يدركان بأنهما يواجهان نفس المصير من عدو واحد يسعى لازالتهما وسحب مصادر قوتهما الأمر الذي ملّكهم عناصر البقاء والصمود.
ومنذ اللحظة الأولى بعد عملية طوفان الأقصى، وشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حربها على غزة كانت انظارها إلى حزب الله الذي كان يدرك المعادلة مما دفعه إلى الاشتباك الحذر خشية من توسيع نطاقها نتيجة ظروف وأسباب داخلية، وما ان انهت مخططها كما تدعي توجهت مباشرة إلى حزب الله وعينها على ايران بهدف تبديد مخاوفها وهربا من لعنة العقد الثامن وعلاقته بزوالها حيث يشير التاريخ بأن دولة اليهود وعلى مر التاريخ لم تعمر اكثر من 80 سنة الا في فترتين استثنائيتين.
وكذلك تغيير قواعد اللعبة على الأرض من خلال شرق أوسط جديد بهيمنة إسرائيلية تحت غطاء تحالفي تقوده هي.
وما ان تصل إلى إيران التي ستوجه لها ضربة لا محالة، وستشتبك معها بحرب إلكترونية غير تقليدية ستعود إلى مخططها الأصلي والمتمثل في تهجير الشعب الفلسطيني طالما فشلت في تحقيقه بغزة حتى الآن.
فما ان تفتح دولة الاحتلال جبهة تبدأ بالتحضير لما يليها بعمليات تمهيدية واستفزازية قبل ان تشن ضربتها القوية، وها هي بالفعل تتوغل كل يوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتقتل وتدمر وتعتقل وتحاصر، قبل ان تنسحب في الوقت الذي توجه فيه ضربات قوية وغير مسبوقة لحزب الله.
مما يؤكد بأن لديها مخططا ضمن سلسلة من الحلقات غير مرتبطة بزمن، انما محدد بأهداف بدعم أمريكي وأوروبي ماضية في تحقيقها، لن تتراجع عنه من تلقاء نفسها الا مجبرة أمام صمود المقاومة وطريقة ردها وتكتيكها واجبارها على الاستنزاف والاشتباك المباشر.
ومن خلال مجريات الامور وما تخللها من أحداث فان كل ما نسمعه عن حل دبلوماسي او إبرام صفقة تبادل لم يعد موجودا في قاموس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي وان موضوع اسراها أصبح في ذيل اهتمامها بغض النظر عن الضغوط الشعبية.
مع علمنا أن الشعب الإسرائيلي يتوحد عند الحروب وبالذات عندما يكون الامر له علاقة بوجود دولة إسرائيل وبقائها حيث يخشى البعض زوالها كما حدث في مرات سابقة.
وكل ما نسمعه من معارضة، ما هي إلا رصاصات فارغة يطلقها خصومه السياسيون، لأهداف انتخابية ليس أكثر او أقل.