جفرا نيوز -
بقلم؛ الدكتور ابراهيم العابد العبادي
على مدار ربع قرن وتحديداً منذ استلام صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، حفظه المولى وأدم ملكه، في 7 شباط( فبراير) 1999، وحتى تاريخه، تناوب على رئاسة الحكومة الأردنية ما مجموعه (14) اربعة عشر رئيس وزراء، شكلوا ما مجموعه عشرون حكومة، وبلغ مجموع التعديلات (44) تعديلاً… حيث كانت البداية، عندما شكل دولة عبد الرؤوف الروابدة، أولى الحكومات، واستمرت من 4 آذار 1999 إلى 18 حزيران 2000، مروراً بدولة فايز الطراونة في المركز التاسع بين رؤساء الوزراء، حيث شكل الحكومة الثالثة عشرة، ودامت 161 يومًا، من 2 أيار 2012 إلى 10 تشرين الأول 2012، وهو رئيس الوزراء الأقصر مدة. ومروراً بفترة دولة عبد الله النسور الأطول بقاء في رئاسة الوزراء، حيث شكل الحكومتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة، واستمر من 11 تشرين الثاني 2012 وحتى 29 أيار 2016. ووصولا إلى الحكومة الاخيرة التي استقالت قبل ايام، حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة، (12 أكتوبر 2020 - 15 سبتمبر 2024) وهو الرئيس الثالثة عشر في عهد الملك عبد الله الثاني ، والحكومة التاسعة عشر واستمرت لمدة 3 سنوات و11 شهرًا وبضعة أيام ، وعدلت سبعة مرات، وعليه تعتبر أطول الحكومات عمرًا في عهد الملك عبد الله الثاني. أما الرئيس الرابع عشر، والذي سيترأس الحكومة العشرون، فكان من نصيب دولة جعفر حسان، والذي تم تكليفه بتشكيل حكومة اعتباراً من 16/9/2024، وما زال في اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة عند صياغة هذا المقال.
السؤال الاساس الذي يطرح نفسه؟؟؟
ماذا ستقدم للوطن والمواطن، …لا تقول انك اعلم بحاجة العباد عبر البلاد، اكثر من الثلاث عشر رئيس المشار اليهم…ولا تخبرنا انك ستعمل على استدامة التؤام السيامي ( الأمن والامان)، ولا تحاول ان توجد وتطور تفسير أفلاطوني للوضع الاقتصادي المتردي، وارتفاع المديونية الجنوني،( فنحن على علم بإجابتكم لأحمد الزعبي، ووجهة نظر الشعب التي نقلها الزعبي) واستكمالاً لنسب ومعدلات توغل الفقر والجوع، وتجذر البطالة، وانسداد الأفق امام الشباب عبر الحكومات المتتالية،…لا تفكّر مطلقا بطرح مصطلح جديد على غرار ( سنخرج من عنق الزجاجة قريباً ، او اجمل الايام لم يأتي بعد، لا تهاجر يا قتيبة…، أوصلوني إلى عمان وانا أحاسب اللص ابن اللص، الدفع قبل الرفع….او حتى فزلكة وتهكم احدهم بالسعي لإخراج رؤساء الوزراء المتوفين لمحاسبتهم …الخ)، فنحن ابناء الأردن لا ننسى، ولكن نتناسى…..!!! والى حين…ولا تدرس او تبحث قانون تشجع الاستثمار كون غالبية التجار غادروا الديار، ولا تبحث عن توطين التكنولوجيا او تدخل في ضبابية الامن السيبراني والعالم الافتراضي يكفينا اي- فواتير وشقيقاتها من التطبيقات او التطبيشات…، ولا يخطر ببالك ان تنظر إلى مدى التراجع والتردي بخدمات الصحة والتأمين الصحي وتضاعف طلبات المعونة الوطنية، التي باتت تنافس طلبات التوظيف في هيئة الخدمة والإدارة العامة…المعنية بالموارد البشرية والوريث الشرعي لديوان الخدمة،واياك ثم إياك ان يخطر ببالك وضع او مراجعة استراتيجة لتصويب كارثة التعليم بكافة أنواعه العام والعالي والتقني، وحتى تستمر لأطول فترة لا تقترب من الهيئات المستقلة فهي كالجراد تأكل الاخضر واليابس، ….ولا تعيد النظر بقانون وانظمة خوفو وخفرع للموارد البشرية والتنظير الإداري ،.. وتجنب ان تزيل اللثام عن اسرار الانباط في وضع قوانين الانتخابات والأحزاب فهذه من الدفائن النفيسة…اما معادلات احتساب اسعار وسياسيات الطاقة والطاقة البديلة والطاقة النظيفة وقطاع النقل فهي أسرار وأحجيات وحجب ابتلعها بحر لجي، متلاطم الامواج …تحتاج إلى عراف متمرس بالسحر والشعوذة لفكّ طلاسمها… او تواصل مع كائنات الفضاء الخارجي… لكن استمر في زيادة المديونية وحاول بكل جهد الحصول على قروض طويلة وقصيرة ومتوسطة الاجل وليس مهم حجمها او سقفها وقيمة فوائدها وسواء كانت خارجية عبر العم الفاضل البنك الدولي وصندوق النقد والنقر،… أو داخليا عبر المغدور على شبابه صندوق استثمار الضمان الاجتماعي….وفي موضوع الحريات العامة وقضايا الموقوفين سياسياً وإدارياً فحسب التجارب السابقة للرؤساء قد لا يكون من اختصاصكم.
اما الشأن الخارجي وفيما يتعلق بتطاول العدو الصهيوني وعنجهيته ورعونته، وكذلك تمادي وتدخل العديد من الدول والسفارات والبعثات والهيئات وإملاءاتها بصنع وصياغة القرار …فالأمر بسيط وسهل…كل ما علينا أن …نشجب ونستنكر ونبدي أسفنا وامتعاضنا، اذ لا يجوز ان نخرج عن مبادئ ومرتكزات الجامعة العربية….وباختصار وحسب المقولة الشعبية الأردنية ( أريكي ربابتك…أر ch ي ربابتك).
لكن تسطيع ان ترفع الضرائب والرسوم والجمارك والبدلات على المواطن واصحاب المحال والتجار كما تستطيع التغيير والتبديل وعمل المناقلات بين بنود وفصول الموازنة …ولا تهتم لملاحظات وآراء بعض النواب خلال المناقشات القادمة فهي فصل او مشهد من المسرحية ، والمهم التصويت في نهاية كل جلسة بالثقة وتسيير الأمور، والله ولي التوفيق وهكذا تضمن ان تحتل المركز الاول بين الرؤساء الاطول خدمة في الموقع….ختاماً…حمى الله الوطن ..حمى الله الآردن أرض الحشد والرباط.